للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما حولها، بدأ البناء وجعل إسماعيل يأتى بالحجارة وإبراهيم يبنى حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر.

[مقام إبراهيم]

فوضعه فقام عليه إبراهيم - فسمى ذلك الحجر - مقام إبراهيم، وإقدامه عليه السلام ظاهرة فيه واستمر يناول الحجارة لإبراهيم وهو يبنى البيت وهما يقولان:

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وجعلا يدوران بالبناء للبيت وهما يرددان هذا الدعاء.

[صفة بناء إبراهيم]

بلغ إبراهيم من الأساس أساس آدم عليه السلام، وجعل طول البيت في السماء تسعة أذرع وعرضه في الأرض - المقصود دورة البناء - ثلاثين ذراعا وذلك بذراعهم، وكان موضع الحجر في بناء إبراهيم داخلا في البيت، وبناه بحجارة بعضها على بعض - المقصود أن البناء كان رضمًا لم تدخله مواد أخرى كالأخشاب وغيرها مما يتماسك به البناء - ولم يجعل له سقفا، وجعل للبيت بابا، وحفر له بئرا عند باب خزانة البيت يلقى فيها ما يهدى إلى البيت.

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ}

ورأى إبراهيم عليه السلام على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة، وأطل من هذه الغمامة مثل الرأس فكلمه فقال يا إبراهيم ابن على ظلى أو على قدرى، ولا تزد ولا تنقص وفى ذلك يقول الله تعالى {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.

[الحجر الأسود]

بنى إبراهيم البيت وبقي موضع يحتاج إلى حجر لإكمال البناء وأمر إبراهيم

<<  <  ج: ص:  >  >>