للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمزة شحاتة الشاعر

عرفت حمزة شحاتة في أواخر الأربعينات وكان يومها في العشرين من عمره وكان في هذه السن الباكرة شاعرا مرموقا يحتل مكانه بين كبار الشعراء في الحجاز وقد أطلعنى حمزة على قصائد له نظمت قبل ذلك بسنوات وهي في نفس المستوى العالي الذى عرف به شعره فيما بعد، لقد ذكرت في تراجمى لكثير من الأعلام أن بداياتهم دائما كانت تبشر بالإجادة والإبداع، أما حمزة فكان الإبداع سمته البارزة مند أن عرف الناس شعره، فهل أخفى هو ما لا يرتضيه من بداياته حتى يظهر للناس بالصورة المشرقة التي أراد بها أن يواجه الناس؟

أن كان ذلك فهو دليل جديد على تمكن حمزة من ناحية الفن الذى يزاوله فلا يطلع الناس منه إلا على الجودة والإبداع.

لقد تأخرت في الكتابة عن حمزة لأني لم أجد المراجع التي أرجع إليها بالنسبة لشعره، فلقد كان كلما نشر في حياته بعض القصائد المتداولة والتى سجلت في بعض المراجع ولكنها لا تطفئ الغلة لمن يعرف مقدار ما نظم من الشعر وخاصة بعد رحيله إلى القاهرة وبقائه بها السنوات الطوال.

والقصائد الوحيدة التي نشرت بانتظام كانت هي المباراة الشعرية التي حدثت بينه وبين الأستاذ محمد حسن عواد في صوت الحجاز والتى سنتحدث عنها حديثا مستقلا فيما بعد.

وهذه المجموعة على تعدد القصائد فيها وكثرة تعداد أبياتها لا تمثل إلا جانبا واحدا من الجوانب الشعرية لحمزة، وهو متعدد الجوانب فالحديث عنها لا يكون إلا حديثا مبتورا، لهذا فأني لجأت إلى الصديق الشيخ محمد نور جمجوم رجل الأعمال المعروف وهو صديق عمر الشاعر وصفيه ووصيه بعد وفاته لجأت إليه حيت علمت إنه يحتفظ لديه بمجموعة كبيرة من قصائد حمزة شحاتة، وكان الشيخ محمد نور جمجوم عند حسن الظن به فوضع بين يدي المجموعة الكاملة لشعر حمزة شحاتة وأضاف إليها القصائد المطبوعة بعد وفاته بعنوان "شجون لا تنتهى" وكذلك بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>