للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقل أيضا:

كانت في حياة محمد - صلى الله عليه وسلم - تضحية صادقة إلى آخر حدود طاقة النفس الإنسانية واحتمالها. كانت حياء يدفع الناس ألَّا ينهزموا في مواطن الجهاد، أمام الكثرة وأمام الموت المحقق كانت حياء لا يترك الغنى يأكل حتى يشبع الضعيف. وكانت مثلا أعلى تضربه قطعة لحم كما تضربه قافلة ضخمة يجلبها عثمان للتجارة فينفقها للحياء.

قطعة من لحم تطوف على بيوت الأنصار والمهاجرين مطافها الطويل حتى تعود إلى الأول، وكانت مثلا تضربه شربة ماء يدفحها جريح يعالج سكرات الموت، يستحي أن يشرب وهو يسمع أنين أخيه الجريح فيقول حياؤه ربما كان أحوج إليها مني فتدور يدفعها جريح إلى جريح حتى تعود إلى دافعها فإذا هو قد مات وإذا هم قد ماتو.

وأمسك عن الاقتباس بعد هذا الإبداع الذى نقلت إليكم صورة باهتة منه لتقرأوا بأعينكم وتستمتعو بقلوبكم.

أن كتاب الرجولة عماد الخلق الفاضل يمثل حمزة شحاتة كاتبا مفكرا رائع الأسلوب بعيد الغور ثاقب النظرات فإذا أردتم أن تعرفوا حمزة شحاتة الكاتب المفكر فاقرأوا هذا الكتاب.

ونكتفى الآن عن نثر حمزة شحاتة بما كتبناه عن رسائله ومذكراته وكتابه الأخير لنفتتح الحديث عن شعره وهو في القمة ليس بين شعراء بلادنا وحسب ولكن بين شعراء العرب في الوطني العربى كله.

<<  <  ج: ص:  >  >>