مقاييسنا الفكرية ولو بالشك فيه، لأن الركود في تاريخ أمة تتطلع إلى ما وراء حدودها الجامدة شر من الخطأ.
ويقول كذلك:
والإيمان بالفضيلة قديم، كما أن الكفر بالرذيلة قديم، والحرب بينهما لا تزال قائمة، ما تهدأ لها ثائرة وهي سجال بينهما، ميدانها النفس الإنسانية تارة ومجال الحياة الظاهرة تارة أخرى وستبقى سجالا هكذا إلا إن أراد الله، فإذا انهزمت الرذيلة في مجال الحياة الظاهر لم تنهزم في مجالها الباطن فعرشها ما يزال موطد الأركان في النفوس.
ثم يقول: ولا مراء في أن الإيمان الكامل الصحيح بالفضيلة معرفة وعمل تقتضيه هذه المعرفة وإرادة وحرية.
ويقول أيضا:
وحب الوطن فضيلة ولا شك، هو فضيلة المتوحش والهمجى والاجتماعى والمتمدن وفضيلة قد تتسع وتمتد حتى تكون أساسا لحب الموطن العام للبشرية كما كان حب المأوى الخاص أساسا لحب الموطن الجماعى فالموطن القومي فهل كان أساسها إلا الضرورة؟ وهل كان الوطن عند الإنسان القديم إلا هذه المعاني وإلا قرابة مدلولاتها من حياته؟
ويقول كذلك:
كان الناس يتحاربون على سطح الأرض، صاروا يتحاربون في أعماق البحار وفى أجواء الفضاء.
كانوا يفتتحون المدن بالقوة، صاروا يفتتحونها، ويفتتحون النفوس والأفكار بتسميم عقائدها بالدعاية.
كانت الحرب حرب أجساد، صارت حرب أعصاب وعقول وأفكار، ليس هذا هو الفارق بين الأمس واليوم إنما هو الفارق بين إنسان الأمس وإنسان اليوم.
تقدم الذكاء والعقل والعلم، هزم القوانين المسلحة وهزأ بها لأنه أقوى منها.