للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذرع الحجر الأسود]

وجاء في الرسالة التي ألفها الشيخ/ محمد بن علان الصديقي الشافعلي والتي سماها "العمل المفرد في فضل وتاريخ الحجر الأسود" ما يلي:

ولون ما يستتر من الحجر الأسود بالعمارة في قدر الكعبة أبيض بياض حجر المقام، وذرع طوله نصف ذراع بذراع العمل، وعرضه ثلث ذراع، ونقص منه قيراط في بعضه لتآكل ذلك المحل منه، وسمكه أربعة قراريط (١).

أقول: قد يرى القارئ في وصف لون الحجر الأسود اختلافا بين الرواة، ولعل مرد ذلك إلى وصف كل منهم للألوان حسب تقديره لها، وحسب الأوقات التي تمت فيها الرؤية وتعرض الحجر للضوء، ولكن الأوصاف كلها متقاربة في حقيقتها.

[إحضار خشب الساج من بيوت جدة لعمارة الكعبة]

ويقول الشيخ/ محمد بن علان في حديثه عن عمارة الكعبة الشريفة في العهد العثماني: وفي يوم السبت بوم عيد المعراج، أصبح ابن شمس الدين من جدة، وقد عين لسقف الكعبة من خشب الساج من بيوت جدة، وينتقد ابن علان شمس الدين هذا فيقول:

وارتكب في جمعه ما يجازيه الله تعالى عليه في عرصات القيامة، فكم أخرب بيتا وهدم وقفا، والبيت في غنى عن ذلك، وقد كان بغير سقف في بناية إبراهيم عليه السلام.

وقد ألهم الله قريشا في الجاهلية أن لا يدخلوا في البيت شيئا غصبًا وأن إخراج أذرع منه إلى الحجر أهون من إدخالهم ذلك فيه فانتبه (٢).

أقول: لم يقدم الشيخ بن علان تفصيل ما اغتصب من بيوت جدة تأييدا لما أورده عن ذلك، أما عن المعراج فإن يوم المعراج هو يوم السابع والعشرين من شهر رجب كما تعارف الناس في تلك الأيام.

[عربة يجرها إثنى عشر جملا لنقل عمود من الخشب للكعبة]

ويقدم لنا الشيخ بن علان صورة لنقل أحد الأعمدة الثقيلة المراد استعمالها في عمارة الكعبة يقول:

وصل كاتب جدة المحروسة الشهاب أحمد القباني ومعه بعض أخشاب السقف الباقي ووصل "بالبستل" قطعة من دَقَلِ مَرْكُبٍ من نحو ثلاثة، حمل من جدة على عجلتين مقدمين ومثلهما مؤخرين، وجُرَّتْ بإثنى عشر جملًا، وأدخلت القطعة من باب الصفا حملها إثنى عشر رجلا، ووضعوها أمام المقام المالكي.


(١) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٣٤٢ - ٣٤٣.
(٢) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>