يقول الحضراوي: ثم إن سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - استصوبها ونزل بها، واغتسل في بحرها وقال: إنه مبارك - كما في الدرر المنظمة - بعد أن استشار الناس وجعلها خالصة لمكة.
[بحر الأربعين بجدة]
يقوك الحضراوي: ثم اعلم أن البحر الذي اغتسل فيه سيدنا عثمان بن عفان - ضى الله عنه - هو المعروف الآن فيها ببحر الأربعين، وهو بناحية من ساحلها، ولم يزل أهل جدة إلى الآن يغسلون مرضاهم فيه تبركا كما هو المعهود وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أقول: بحر الأربعين معروف موقعه لدى المسنين من أهل جدة وموقعه في الوقت الحاضر خلف فندق البحر الأحمر وعمارات الفيصلية التي أقامها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل أمام مبنى البنك الأهلي التجاري الرئيسي .. وما ذكره الحضراوي عن أن أهل جدة يغسلون مرضاهم في هذا البحر تبرّكا لم أدركه، ولم أسمع به ولعله كان قبل ذلك، والله أعلم.
[سبب تسمية جزيرة العرب]
يقول الحضراوي عن جدة: وهي أول حدود الحجاز، وأول جزيرة العرب، وسميت جزيرة لأنه أحاط بها أربعة أبحر، دجلة والفرات، وبحر الحبشة، وبحر فارس، والحجاز يقابل أرض الحبشة غربيها وبينهما عرض البحر فقط، وأوله من مدينة (إيلة) المعروفة بالعقبة من منازل الحج