للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللقارئ أن يتساءل معي عن الأسباب التي دفعت الشيخ عبد الله سراج للاستعفاء من هذا المنصب العظيم ونستطيع تعليل هذا الاستعفاء بأنه كان بوحْي من الشريف الحسين بن علي الذي لم يكن راضيًا عن الاتحاديين والتى كشفت له إقامته الطويلة في تركيا دخائل أمورهم وما كانت تموج به عاصمة الخلافة من العناصر المختلفة وخاصة ما كان العرب يهيئون أنفسهم له من استقلال عن تركيا بعد أن ظهرت بوادر العنصرية لدى الأتراك ضد العرب.

ويبدو أن الحسين آثر إظهار المسايرة للاتحاديين فأمر بانتخاب عضوين في العام التالي لمجلس المبعوثان هما ابنه الشريف عبد الله بن الحسين، والشيخ حسن عبد القادر الشيبى (٣٨٧).

[الشريف الحسين يعلن الثورة على الأتراك]

استمر الشريف الحسين أميرًا على مكة من القعدة ١٣٢٦ هـ إلى ٩ شعبان ١٣٣٤ هـ، وكان طيلة مدة إمارته يهيئ نفسه للانقضاض على الاتحاديين، وكان لا يترك للوالي التركي فرصة للعمل فقد كانت مجالسه تفيض بالنشاط، وكان دائم الاتصال بطبقات الشعب والأهالي، كما كان يستقبل وفود البلاد العربية القادمين إلى الحج، ويطيل في حديثه عما يتوجسه من الاتحاديين.

وقد ذكر الأستاذ السباعى في "تاريخ مكة" أن السنوات السبع


(٣٨٧) انظر ما كتبه السباعي عن ذلك في "تاريخ مكة": ص ٥٦١ - ٥٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>