للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل مصر في غلق أبواب المسجد، ومنبر الخطيب، وعزل القاضي، يقول فيها:

يا أهل مصر يا كرام الورى … ما بالكم جئتم بأمر عجيب

أغلقتم الأبواب عن طائف … وعن مُصَلِّ داخلٍ من قريب

ومنبر الخطبة أضحى إذًا … من فرقة البيت حزينا كئيب

ومنصب الشرع الشريف الذي … شيبتموه قبل وقت المشيب

فبالذي شرَّفكم دائما … بخدمة البيت وقبر الحبيب

مُنُّوا على سكان أم القرى … بَعوْد قاضيهم وقُرْب الخطيب

وفَتَحوا الأبواب التي غُلِّقَتْ … حتى يرى ما كان ضَنْكًا رحيب

فضلا فقد أصبح جيرانها … في حيرة عظمى وأمر عصيب

ثم جاء في الموسم مرسوم صحبة الركب المصري أن تفتح الأبواب كلها ويعزل البوابون القدماء، وكانوا قضاة وفقهاء، ويولَّى على أبواب الحرم بوابون يتفرَّغون لهذه الحرفة، ويحرصون على نظافة الأبواب وما حولها، ويمنعون دخول ما يَضُرَّ المصلين ويلازمون الأبواب ليلًا ونهارًا، ورُتِّبَتْ لهم الرواتب على هذه الخدمة (١).

[أول قاض يرد إلى مكة من الروم]

كان قضاة مكة يعينون من علماء مكة، وفي سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة عيَّنت الحكومة العثمانية قاضيًا من الروم وأرسلته إلى مكة، وهو أول قاض يرد من الروم (٢).

[ترك القمائم أمام البيوت جزاؤها الضرب على الأقدام]

وفي صبح يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة ظننا سنة خمس عشرة وتسعماثة، شق الأمير - خير بك المعمار - المسعى وغيره، ونادى بشيل القمائم من أمام البيوت، ثم مرَّ على بيت الزمزمي، فرأى أمام بيتهم بعض شيء من ذلك، فسأل عن أصحابه فحضر إليه ثابت بن حسن الزمزمي فوشحه بعصا، ثم أمرٍ به فوضع في الأرض فضربه تحت رجليه، ثم مرَّ على رباط السيد حسن عجلان، فرأى شيئًا تحت جانبه مما يلي زقاق الحمام، فنادى شيخ الرباط، فحضر إليه شيخه وهو أحمد الفقيه بن عبد المعطي بن حسَّان فوضع الآخر وضربه تحت رجليه، ثم مرَّ على أوقاف الجمالي ناظر الخاص، فرأى شيئًا من ذلك، فسأل عن المتكلم على ذلك، فقيل محمد زمان، فحضر فضربه على رجليه ضربًا كثيرا، وطيف به البلاد، فلما رأى الناس منه ذلك بادروا بشيل ما تحت بيوتهم، نقلًا عن بلوغ القرى (٣).


(١) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ١٢٥/ ١٢٩.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ١٤٧.
(٣) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ١٥٢/ ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>