للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تشييد المكتبة والمدرسة وافتتاحها للإفادة منها فإنه صان بذلك المكان الذي ولد فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما صان المكان الذي نزل فيه القرآن على قلبه صلوات الله وسلامه عليه، ولقد كانت محاولة الحصول على الأذن ببناء هذين المكانين في حد ذاتها تتسم بالإخلاص والشجاعة لأن بعض الناس كانوا يتخذون من بعض الأماكن الكريمة مقرا للشعوذة والضحك على بسطاء العقول وخاصة من الحجاج والجهلة ولقد أدركت الناس في جدة في العهد الهاشمي وهم يتخذون من مقبرة حواء مكانا للشعوذة ويدخل إليها الحجاج للتبرك ويستدرون منهم الأموال بهذه الوسيلة ولست أشك أن جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله كان يعرف أولا إخلاص الشيخ عباس قطان وصفاء عقيدته ولهذا سمح له بإقامة المدرسة والمكتبة في المكانين المشار إليهما ولم يكن من السهل على غير الشيخ عباس قطان في ذلك الزمن الوصول إلى ما وصل إليه وقد أعانه الله على ذلك فكانت له هذه الحسنة الجارية في بلد الله الأمين تقبل الله منه وجزاه أفضل الجزاء.

القِرى لقاصِد أُمّ القُرى

ومما يذكر للشيخ عباس قطان رحمه الله أنه قام على طبع القرى لقاصد أم القرى لمؤلفه محب الدين الطبري وهو كتاب جليل في تاريخ مكة المكرمة فكلف بعض النساخين بنسخ أصل الكتاب المذكور وطبع منه ألفي نسخة على نفقته الخاصة قام بإهدائها إلى العُلماء والأدباء وإلى أصدقائه من محبي المعرفة والاطلاع وهي مأثرة حسنة تضاف إلى مآثره الكثيرة.

إصْلاحُ ذَاتِ البَيْن

حينما كنت أقيم بمكة المكرمة في الفترة ما بين ١٣٥٥ - ١٣٤٦ هجرية كان الشيخ عباس قطان مشهورا بإصلاح ذات البين وكان يتحرى الإصلاح بين

<<  <  ج: ص:  >  >>