للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيمة تبرع الشيخ عبد الله السليمان في وقتها كان يزيد عن العشرة ملايين ريال فالقصور الأربعة والفيلا كانت تتراوح تكلفتها دون قيمة الأرض المقامة عليها - نحوا من أربعة إلى خمسة ملايين من الريالات، وحينما نقرر هذا الرقم فإننا نقوله من واقع نعرفه أكثر مما يعرفه الغير لأن كاتب هذه السطور هو الذى تولى الإشراف على بناء هذه القصور وملحقاتها للشيخ عبد الله السليمان رحمه الله أما الأرض فقدر ثمنها في ذلك الوقت بنحو من ستة ملايين من الريالات وهي في الوقت الحاضر تساوى بضع مئات من ملايين الريالات إن لم تصل إلى أكثر من ذلك.

وهكذا ختم الشيخ عبد الله السليمان حياته بهذه الهبة العظيمة التي هي من أعظم الحسنات الجارية وأجلِّها إذ وهب قصوره للعلم فأصبحت هذه القصور تمثل كليات الجامعة الفتية جامعة الملك عبد العزيز وأخذت الجامعة تُعِدُّ مخططات توسعها على الأرض الكبيرة التي وهبها لها الرجل العظيم وهكذا أراد الله تعالى لعبد الله السليمان أن يختم حياته بأجل الأعمال وأعظمها إذ هيأ بهبته السخية هذه بيوتا للعلم جزاه الله خير الجزاء وأحسن ثوابه في جنات الخلود.

وَفَاة عَبْد الله السُّليمان

هذا وكانت وفاة عبد الله السليمان رحمه الله عام ١٣٨٥ هـ بعد مرض طويل استقدم له بعض كبار الأطباء من انجلترا وبعد أن أجريت له استعدادات الجراحة وجد أن الداء قد استشرى وتمكّن فلم يجد فيه علاج فغادر هذه الحياة وقد وصل فيها إلى ذروة المجد والسلطان كلما وهب من ثروته ما نسأل الله تعالى أن يكون له عوضا في دار البقاء رحمه الله وأحسن مثوبته فلقد كان من أعظم الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>