يقول الحضراوى: عن الوالي قاسم باشا: فأول خير فعله عزله لمحتسب السوق وحبسه له بالحديد في أسفل جياد، ولم يسبق لمثله فعله، ولا تقدم، والأمر عليه محاسبة كل من أخذ منه شيئًا من الرشوة، فتقدمت فيه جملة عروض من أهل الأسواق، وحاسب كل من له شئ عنده من النقود، وكان زاد وفاق غيره عن الحدود، ثم ولى مكانه أحد العلماء الأفاضل والخطباء الأماثل الشيخ عبد الرحمن العجيمي من بيت فضل وصلاح وعلم ونجاح وهو اللائق بمنصب الاحتسابة، أن لا يكون في الظاهر مصلح، وفي الباطن مجرح، والله يعلم المفسد من المصلح.
[رخص الأسعار]
يقول الحضراوي: عن المحتسب الجديد عبد الرحمن العجيمي: فرخصت في مدته الأسعار، وصار رطل اللحم بستين ديواني بعد أن كان بثلاثة قروش، وكيلة الحب المصري بثلاثة قروش بعد أن كانت بخمسة وستة قروش، ورطل السمن بستة بعد أن كان بثمانية وتسعة، وكانت الأسعار قد تمادت في الغلو مدة المحتسب الأول مدة ثلاث سنوات على ما تقدم سعره.
تنظيم الدكاكين في المسعى:
يقول الحضراوي: عن المحتسب العجيمي: ونقل بياعين السمن، والعيش من المسعى بعد أن كانوا يزاحمون من يريد السعي فصار ميدانًا للمشعر، فَدَخَّلُوا الباعة في الدكاكين، وزالت بعض الأمور المخلة من ضيق ذلك المشعر عن يقين.