للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يستأجر أحد الأحواش الكبيرة، ويودع التجار فيها بضائعهم، ويحيلون المشتري إلى مقدم الحوش الذي يسلمه البضاعة مقابل جُعْلٍ قروش قليلة على كل طرد أو كل شوال ويسمى هذا الجعل بالفسح، وكان المقدم يستفيد من الحركة الدائمة في الحوش لأن البضائع تصدر من جدة إلى مكة والمدينة والطائف وإلى أنحاء الجزيرة العربية بكميات كثيرة وبصورة تكاد تكون يومية (١٧١).

وكان في علو هذه الأحواش مبان سكنية يفهم من كلام الحضراوي. أنها كانت تؤجر للحجاج في أيام الحج كما يسكنها بعض الناس، ولكنى أدكت الحجاج في الأربعينات من القرن الماضى ينزلون في بيوت الوكلاء أو في البيوت التي يستأجرها الوكلاء لإِنزالهم، وكانت هذه المساكن في الأحواش تستعمل لغرض السكن أو يستعملها بعض التجار كمكاتب، وقد أزيل كثير من هذه الأحواش التي كانت تقع في السوق الكبير، وشيدت في مكانها الفنادق والعمارات السكنية الشاهقة لوقوعها في قلب مدينة جدة قريبا من البحر، وتحولت بضائع التجار إلى منطقة المستودعات خارج مدينة جدة كما هو الحادث في هذا الزمان.

[مساجد جدة]

أشهرها مسجد الشافعي.

يقول الحضراوي: ذكر ابن جبير في رحلته أنه رأى بجدة


(١٧١) انظر تفصيل ذلك في"ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز": ص ٢٠٢ - ٢٠٤ للمؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>