مسجدين ينسبان إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أحدهما يقال له مسجد الأبنوسي، وهو معروف، والآخر غير معروف.
أقيل: ولعله الذي يقال له الآن مسجد الشافعي.
أقول: مسجد الأبنوسي موجود في سوق الندا، وقد أدركته والناس يسمونه مسجد الأبنوس، ومسجد عمر بن الخطاب وهو مسجد صغير لم تكن تقام فيه الجمعة، أما مسجد الشافعي فقد عمره الملك المظفر سليمان بن سعد الدين شاهنشاه الثاني، وهو أحد ملوك اليمن الأيوبيين، وقد توفي سنة ٦٤٩ هـ، وفي سنة ٩٩٠ هـ جاء تاجر من الهند اسمه الخواجا محمد علي، وأتى معه بمؤونة وخشب وأعمدة منحوتة حاضرة من اليمن فهدمه وبناه أحسن بناء، وأن ذلك التاجر الذي زوده وزراء الهند بالمال الكثير عمل للمسجد منبرا لطيفا، وبنى دكاكينا وبيوتا ومات قبل انتهائها، وظهرت له بنت وأدعت أنه بنى هذه الدكاكين من ماله لنفسه، وطلبت إرثها منه، ولم تظهر حجة شرعية تمنعها، فأخذت الدكاكين والبيوت، ولم يبق شئ للصرف على مقبرة المسجد.
يقول الأستاذ عبد القدوس الأنصاري: الذى نقل ما ذكرناه عن كتاب "السلاح والعدة في فضل ثغر جدة" وإلى وقت المؤلف - القرن الحادى عشر - لم يكن للمسجد شئ من الأوقاف، ويذكر الأستاذ الأنصاري: أنه قرأ في محراب المسجد ما يدل على أنه بني من قبل سلاطين بني عثمان، ومئذنته رشيقة مستديرة وهي من حجر منحوت، وعلى بابه حجران منقوشان أحدهما: ينطق بعمارة الخواجا محمد علي له سنة ٩٤٠ هـ، والثاني: "حجر مسن قديم أقدم من البناء الجديد