للجامع، وقرأ لي بعضهم شيئا مما فيه بعد جهد، فكان مما فيه اسم حسن بن عجلان، والشريف حسن بن عجلان من أمراء مكة فيما بين سنتي ٧٩٨ - ٨٢٩ هـ، وللمسجد أربعة أبواب، وبجانبه ملاصقا له، منزل يعود إليه، ويذكر عبد القادر، صاحب كتاب "السلاح والعدة" أن الذي بناه هو المعلم أبو العيد من تجار جدة، ومن قول صاحب كتيب "السلاح والعدة"، أنه لم يبق شئ للصرف على مقبرة المسجد، فهمنا بوضوح أنه كان به مقبرة تنسب إليه - انتهى - (١٧٢).
أقول: مسجد الشافعي من أقدم "مساجد جدة، ولعله أقدم المساجد الجامعة الكبيرة بها، ونستطع أن نستخلص مما نقله الأستاذ الأنصاري عن كتاب السلاح والعدة أن المسجد بناه أولا الملك المظفر سليمان بن سعد الدين شاهنشاه الثاني، وهو أحد ملوك اليمن الأيوبيين الذي توفى في منتصف القرن السابع الهجري سنة ٦٤٩ هـ، وأن المسجد تعرض للخراب فأحدثت به بعض الإصلاحات في عهد الشريف حسن بن عجلان أمير مكة فيما بين عامي ٧٩٨ - ٨٢٩ هـ أى بعد أكثر من قرن ونصف من بنائه الأول، ولا نستطع الجزم بأن الشريف حسن بن عجلان هو الذي أمر بتجديد المسجد وتعميره، لأن الكتابة التي قرئت للأستاذ عبد القدوس الأنصاري لم تكن واضحة، وقد تعود الناس كما هو الحال في زماننا هذا أن يذكروا أسماء الملوك والأمراء في المشاريع التي تحدث في عهودهم، فقد يكون الشريف حسن بن عجلان هو الذي أمر بالعمارة الثانية في المسجد، وقد يكون المعمر غيره،