للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساعات العمل وذهبا إلى منزل الشيخ ضياء الدين في جرول لتناول الغداء وترك الشيخ ضياء الدين ضيفه في الدور الأول من المنزل ونسى أن يذكر لأهل الدار أن ضيفا سيتناول الغداء معه قال الشيخ ضياء الدين: وكنت متعبا فاستلقيت على السرير ونمت ولم أقم إلا وقد غشينا العصر فتغديت ونسيت الضيف الذى ينتظرنى في الدور الأول وقد أوشكت الشمس على المغيب وحينما هبطت إليه وجدته يكاد يبكي من الجوع وضاعت معه كل حيلى في الاعتذار بالسهو والسرحان وظل يشكونى إلى كل من يراه إلى أن توفاه الله.

المحَامَاة في القرآن

ومن الطرائف التي ذكرها لى الشيخ ضياء الدين رحمه الله، أنه كان يعمل بالمحاماة بعد أن صرف عن قضاء العلا، ويبدو أن بعض القضاة شكوه إلى جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله واقتضى الأمر أن يقابل هو جلالة الملك عبد العزيز ويشرح له الموضوع قال، قال لى جلالة الملك ولكن المحاماة لا أصل لها في الشرع، قال فقلت لجلالته إن لها أصلا في القرآن قال هاته. قال: قلت. قال تعالى في سورة النساء "ولا تكن للخائنين خصيما"، أى مدافعا عنهم والمحاماة هي الدفاع عمن لا يستطيع الإِدلاء بحجته فقبل جلالته ذلك راضيا. ومما يذكر أن هذه الآية كانت مكتوبة بخط جميل في لوحة خشبية وكان الشيخ ضياء الدين يضعها في مكتبه الذى يمارس فيه عمل المحاماة بحيث يراها كل من يجلس إليه من أصحاب القضايا، وكأنه بهذا يوحي إليهم أنه لا يقبل من الفضايا الا ما كان أصحابها على حق وهو مبدأ لو تمسك به المتخاصمون لأراحوا واستراحوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>