للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جريدة البلاد أولا ثم في جريدة عكاظ تحت عنوان (قناديل)، ثم أصبح يستعمل هذا النوع الضاحك ولكن في أسلوب نثرى وكان ينشر في الأعوام الأخيرة في جريدة البلاد بعنوان قناديل ملونة وهذه القناديل الشعرية خاصة كانت سبب شهرته على المستوى الشعبى وفد خلقت منه شاعرا شعبيا محبوبا يتحدت عنه الناس في طول البلاد وعرضها كما خلقت له قراء كثيرين يتابعون ما ينشر له في كل يوم ويتفكهون به ويتحدثون عنه في مجالسهم ومنتدياتهم وللتاريخ فإني سأورد هنا بداية القنديل في هذا الشعر الضاحك فأقول.

الأُسْتَاذ حُسَين شفيق المصْري ومجَلّة الفكَاهة

كانت دار الهلال في القاهرة تصدر مجلة أسبوعية اسمها (الفكاهة) وهي مجلة فكاهية كما يدل عليه اسمها وكان يتولى رئاسة تحريرها الأستاذ حسين شفيق المصرى وهو شاعر مجيد وزجال مصرى معروف، وكان الأستاذ حسين شفيق فيما أعرف هو أول من نشر الشعر الضاحك في أسلوب عامى ولكن هذا الشعر العامى كان يحتفظ بالوزن والقافيه، وكانت الطريقة أنه يفتتح القصيدة بمطلع قصيدة من عيون الشعر العربى القديم ثم ينسج على منوالها كلاما موزونا مقفى تختلط فيه العامية بالعربية الفصحى وكانت مواضيع هذا الشعر دائما انتقادية ولكنها في أسلوب فكاهى مقبول، وكنا نجتمع في مكة المكرمة الأستاذ حمزة شحاتة وأحمد قنديل رحمهما الله وأنا وكان الوقت صيفا وكنا نهرب من حر مكة اللاهب إلى اطراف الشهداء وكان في موضع مكاتب وقراج الشركة العربية للسيارات بالزاهر مقهى لرجل اسمه العم حمزة وكان العمران في مكة ينتهى عند قشلة جرول وكانت الأرض بعدها خلاء وكنا نجئ إلى هذا المقهى مع الغروب ونتسامر صدرا من الليل ونتناول عشاء خفيفا ثم يأوى كل منا إلى فراشه الذى كان يحفظ في

<<  <  ج: ص:  >  >>