داخل المقهى والذى يحضره لنا العم حمزة مع ابتداء الظلمة وكنا نتخذ من كراسى المقهى العادية الطويلة سررا ننام عليها تحت السماء، وذات ليلة جاء ذكر هذا الشعر الفكاهى، وكان حسين شفيق المصرى يطلق عليه اسم الشعر (الحلمنتيشى) نقول جاء ذكر هذا الشعر (الحلمنتيشى) فسأل الأستاذ شحاتة الأستاذ قنديل أن كان يستطيع النظم على هذا النسق فأجابه بالإيجاب وفى اليوم التالى بدأت المحاولات الأولى للقنديل في هذا الشعر وكانت موفقة جدا وما هي إلا فترة بسيطة حتى بدأ القنديل في نشرها في صوت الحجاز فترة بعد أخرى ووجدت صدى شعبيا واسعا واستقبالا حسنا من جميع القراء خاصة وإن (قنديل) رحمه الله تحاشى العامية المصرية التي كان حسين شفيق المصرى ولجأ إلى العامية الحجازية ثم توسع فيها وخلطها بالعامية النجدية فيها بعد ومن هذه القصائد التي لا تزال عالقة بالذاكرة ما نشره القنديل في صوت الحجاز والمطلع لقصيدة مشهورة لابن الفارض:
غيرى على السلوان قادر … وسواى في العشاق غادر
لى في الصباح فطيرة … والبيض أليق بالفطائر
وهناك قصيدة أخرى والمطلع كذلك لشاعر قديم:
صاح في العاشقين يالكنانه … رِشَأُ في الفؤاد منه كنانه
شِمْرِقِيٌّ مكحل ومُحَنّى … حامل في يمينه خيزرانه
هذه هي البدايات الأولى لهذا الشعر الضاحك وكانت القصيدة تنشر طويلة وليست مقطوعة صغيرة كما صارت إليه القناديل أخيرا ولكن النشر لم يكن يوميا كما هو الحال مع القناديل اليومية وإنما كان اسبوعيا أو أكثر من اسبوعى وآخر ما