للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن المفتي أحدث لبيته - مجرى - قصبة في جدار المسجد، وبالكشف على الجدار لم تثبت صحة الدعوي، ولكن شيخ الحرم استحضر المفتى وسبَّه، وضربه حتى أدماه، وداسه برجله .. وذهب المفتى إلى الشريف يشكو ما فعل به شيخ الحرم، ولجأ شيخ الحرم بعله أن فعل بالمفتى ما فعل، لجأ إلى بيت القاضي - وهو من الأتراك عادة - فأرسل الشريف إلى القاضي بطلب حجز الباشا حتى يقضى الشرع فيه، وضج الأهالي في مكة، وتألبوا جماعات جماعات حول بيت القاضي، وأخذ بعضهم يحصب النوافذ بحصباء الحرم.

[عزل شيخ الحريم]

وأخيرا لجأ شيخ الحرم إلى الشريف أحمد أمير مكة فاسترضى المفتي وكتب إلى الخليفة بما فعله الباشا الأحمق مع إمام المسجد، ومفتى مكة فصدر الأمر بعزله عن ولاية جدة ومشيخة الحرم (١١٣).

[بين أشراف مكة ووالي جدة]

وردت بعض الغلال للأشراف في مكة سنة ١٠٩٤ هـ فاستولى على بعضها والي جدة التركي واغتنم الأشراف فرصة حضوره إلى مكة للحج، فمنعوا خروجه من مكة حتى يعيد إليهم ما أخذه منها، فتفاقم الشرُّ، وأصرَّ الأشراف حتى نزل الوالي على أمرهم وسلم إليهم ما يستحقونه، وتعهد بعدم العودة إلى ما كان (١١٤).


(١١٣) تاريخ مكة (ج ٢): ص ٣٨٩، ٣٩٠.
(١١٤) نفس المصدر (ج ٢): ص ٣٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>