للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتعرض للأذى .. وقاه الله من كل سوء.

انتهى ما نقلناه من كتابنا حبات من عنقود الذى نشر في الحجة من عام ١٣٨٧ هـ.

ونعود الآن إلى مواصلة الحديث عن شخصية الساسي فنتحدث عن دوره في المعركة بين الشاعرين الكبيرين حمزة شحاتة ومحمد حسن عواد رحمهما الله.

[صلة الساسي بالعواد وشحاتة]

عاصرت المعركة الشعرية التي نشبت بين المرحومين الاساتذه محمد حسن عواد وحمزة شحاتة والتى بدأت على صفحات صوت الحجاز ثم انتهت إلى الهجاء المقذع الذى لا يمكن نشره في الصحف فكانت القصائد تنسخ باليد، ولم تكن الآلات الناسخة موجودة إلا في دوائر الحكومة، وتوزع في أماكن معينة في مكة المكرمة وقد اشترك بعد ذلك في المعركة المرحوم الأستاذ أحمد قنديل متحزبا لصديقه الأستاذ حمزة شحاتة، والأستاذ محمود عارف مد الله في أجله متحزبا للعواد.

كان حمزة مقيما في مكة المكرمة في تلك الأيام وكنت أنا وقنديل على صلة مستمرة به وكان ينظم القصيدة فيأخذها عبد السلام ويقوم بمساعدة البعض بكتابة عدة نسخ منها ويبدأ توزيعها على أناس يعرفهم في حارة الباب وأجياد، والقشاشيه والمسفلة والمعلاة وجرول وهكذا ومن المؤكد أنه كان يوصل القصيدة أولا إلى عواد الذى يقوم بدوره بالرد عليها ولعل عبد السلام كان يقوم معه بنفس الدور ولم يكن الساسي يظهر أنه كان على خلاف مع العواد، لم ألمس ذلك منه إطلاقا ولكنه كان متحمسا للمعركة باعتبارها معركة أدبية تثير شاعرية الشاعرين الكبيرين وتدفعهما إلى موالاة النظم والانتاج وان كان هذا الشعر يجافى الخلق الكريم فلقد اسرف الشاعران حين احتدمت بينهما المعركة في الهجاء ولم يكفَّا الا حينما شعرا بأن الأعين قد التفتت لرصدهما، وحسنا فعلا.

ولست أشك أن عبد السلام كان مسرورا ومزهوا لصلته بالشاعرين الكبيرين ولقد كان يحب حمزة كما يحب العواد ولقد سمعته مرارا وهو يقسم على هذا الحب

<<  <  ج: ص:  >  >>