للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان حمزة كذلك ولكنه لم يكن يعفيه من السخرية اللاذعة وكان عبد السلام يتقبل ذلك ضاحكا، ولقد كان قنديل رحمه الله يطلق السجع الساخر مستخدما لقب الساسي فيه وهو يستمع إليه في سرور وجذل، أما عواد فقد هجا الساسي بقصيدة مقذعة خاصمه الساسي بسببها بعض الوقت ولكنه ما لبث أن عاد إلى الاتصال به والاشادة بأدبه وشعره في كل زمان ومكان.

وكان الساسي على أى حال إنسانا سمحا يحب الناس ويكثر من الاتصال بهم ويألفه الناس ويحبونه ويكثرون ممازحته، ويتقبل هو ذلك المزاح ضاحكا وإذا غضب فما يلبث أن يفئ إلى الرضا والسكون.

وكما كانت صلة الساسي قوية بكبار أدباء عصره فلقد كانت صلته قوية في كذلك بشباب الأدب وناشئته وكان الساسي يتخذ بينهم مركز الأستاذيه ويستقطب اهتمامهم بما يرويه لهم من أحاديث أصدقائه من كبار الأدباء والشعراء وبما ينشده لهم من محفوظاته الشعرية لهؤلاء الشعراء واخبارهم، ولهذا يمكن اعتبار الساسي همزة وصل بين كبار الأدباء وصغارهم في ذلك الزمان.

ولابد أن نذكر أن الساسي لم يتزوج في سن مبكرة وحينما تزوج لم ينجب فخلت حياته من مسئوليات الولد وهموم العائلة، ولم يكن هناك إلا زوجه التي رأيتها ترافقه في إحدى رحلاته إلى لبنان ولقد ساعده هذا على التفرغ للأدب الذى أحبه طيلة حياته.

والساسي على أى حال نشأ في أسرة تشتغل بالعلم والأدب فأخوه الأكبر المرحوم الشيخ الطيب الساسي كان رئيسا لتحريرة جريدة القبلة في العهد الهاشمي وقد هاجر مع من هاجر في بداية العهد السعودى ثم عاد ليعمل رئيسا لتحرير جريدة أم القرى في مكة المكرمة وهو رجل يتميز بالعلم والفضل.

وأخوه الشيخ عبد الله الساسي الذى كفل عبد السلام وقام على تربيته كان مدرسا في مدارس المدينة المنورة وجدة ومكة ولقد أدركته في مكة المكرمة في منتصف

<<  <  ج: ص:  >  >>