للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يقول الحضراوي عن هذا الوالي: شاوَرُوه في الرجوع ليلا إلى خارج البلد ليدخلها صباحا بانتظام الموكب مثل عادة الولاة فقال: لا موكب بعد الصدارة العظمى، ولا ينبغي في محل مهبط الوحي ونزول القرآن غير التواضع، وترك العجب.

[هايتلو دولتلو]

يقول الحضراوي: ثم في ثاني الأيام قرئ الفرمان الهمايوني فزيد فيه في ألقابه: "هايتلو دولتلو" وهو عالم فاضل داغستاني الأصل، أصله من الخواجات (١٤٠) العلماء الأفاضل، محدث كامل، وفقيه نبيه، يحب العلماء، ومجالس الخير، فكم له من صدقات فاخرة، وخيرات يخص بها الأفاضل، ويضرب به في الكرم المثل، عربي اللفظ عليه سكينة ووقار مع جلال واحتشام.

[الدراويش]

يقول الحضراوي عن الصدر الأعظم: صحب معه إلى مكة جملة من الدراويش، وزار المآثر جميعها وتصدق على فقراء الحرم.

أقول: الدراويش جماعة من الناس يقولون عن أنفسهم: إنهم تفرغوا للعبادة والذكر، والسذج من الناس يتوسمون فيهم البركة، فيقومون بإطعامهم، وإسكانهم وهذا ليس من الدين الصحيح في شيء، فالذكر لا يمنع العمل، والمسلم الأبي يعمل بيديه ليقوم بشئون نفسه وأهله ولا يقبل الصدقات، فاليد العليا خير من اليد السفلى.


(١٤٠) الخواجات: جمع خوجة وهو الأستاذ المعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>