للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عين فرج يُسر

كانت مدينة جدة تعاني من نقص الماء، وكان هذا شأن المدينة منذ مئات السنين، ولمدينة جدة مع الماء تاريخ طويل، فلقد كانت سقيا المدينة تعتمد على مياه الأمطار التي تخزَّن في الصهاريج، وكانت للماء تجارة معروفة، فكان الناس يجمعون الماء في صهاريج كبيرة بعضها خارج مدينة جدة في طريق السُّيول، وبعضها في داخل المدينة، فإذا انتهى موسم الأمطار قام أهل الصهاريج ببيع الماء (٤٠٥)، ولقد ظلت مدينة جدة تعتمد في سقياها على الآبار والصهاريج إلى أن قام السلطان الغوري آخر سلاطين المماليك البرجمية في القرن العاشر الهجري بجلب الماء إلى مدينة جدة من وادي قوص الواقع شمال الرغامة.

وعلى ذكر السلطان الغوري فقد كانت لهذا السلطان إصلاحات في مدينة جدة وينبع، فلقد أمر ببناء سور حصين لمدينة جدة في سنة ٩١٥ هـ حينما أحسَّ أن البرتغاليين ينوون مهاجمتها والاستيلاء عليها توطئة للاستيلاء على الحجاز وقام بتحصين المدينة وبناء القلاع على السور ولكن البرتغاليين لم يقدموا إلى جدة إلا في سنة ٩٤٨ هـ، وكانت المدينة مستعدة للقائهم، وقد قاد حملة الدفاع عن مدينة جدة أمير مكة الشريف أبو نمي فترك الحج وحضر إلى جدة مع جنوده وتطوَّع الناس للجهاد فلما حضر البرتغاليون كانت المدينة محصنة خلف السور وقد أصلى المدافعون عنها المهاجمين البرتغاليين نارًا حامية فلاذوا إلى سفنهم


(٤٠٥) انظر تفصيلا أكثر عن تجارة الماء في "ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز" الطبعة الثانية للمؤلف: ص ١٥٢ - ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>