للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فارِّين بعد أن خلَّفوا الذخائر والسلاح (٤٠٦).

وكذلك أمر السلطان الغوري بتشييد أول سور لمدينة ينبع البحر وتم ذلك في نفس العام الذي شيَّد فيه سور مدينة جدة عام ٩١٥ هـ، ويبدو أن السلطان خشي مهاجمة البرتغاليين لميناء ينبع كما خشي مهاجمتهم لمدينة جدة، ولكن البرتغاليين لم يصلوا إلى ينبع بعد أن طُردوا من جدة كما أسلفنا (٤٠٧).

وقد بقيت مدينة جدة تعتمد على هذا الماء الذي أجراه السلطان الغوري من القرن العاشر الهجري إلى القرن الحادي عشر ثم انقطع وصول الماء إلى جدة ربما بسبب الخراب الذي تعرضت له العين ومجاريها، ولعل لحالة الأمن خارج مدينة جدة علاقة بسبب توقف العين أو أن عدم الصيانة وفقدان الأمن كانا معًا من أسباب انقطاع الماء فقد تكرر انقطاع وصول الماء، وفي القرن الثالث عشر الهجري توقف وصول الماء إلى جدة ..

وهنا يأتي دور فرج يُسر الذي أخذ على عاتقه إعادة جريان الماء مرة أخرى إلى المدينة الظامئة. يقول الأستاذ عبد القدوس الأنصاري في كتابه تاريخ موسوعة مدينة جدة:

وفي سنة ١٢٧٠ هـ قام تاجر من جدة اسمه فرج يُسر، قام بإعادة إجراء العين بأن جمع لذلك إعانات من تجار جدة وموسريها،


(٤٠٦) أعلام الحجاز (ج ٢): ص ٢١٥، ٢١٦.
(٤٠٧) "بلاد ينبع" للأستاذ حمد الجاسر: ص ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>