وقد استمر جريانها بعد ذلك مع ضعف كامن فيها إلى سنة ١٣٠٤ هـ، إذ عُنِيَتْ حكومة السلطان عبد الحميد الثاني بإيصال العين الوزيرية (٤٠٨).
ولم يوضح لنا الأستاذ الأنصاري مقدار التبرعات التي جمعت من تجار جدة، ومقدار ما ساهم به فرج يُسر القائم بكبر المشروع والذي سُمِّيَت العين باسمه، وإنما اكتفى بذكر مساهمة أهل جدة في ذلك، نقلا عن الشيخ محمد نصيف وسواءٌ كانت هذه الإعانات التي ساهم بها التجار قليلة أو كثيرة فإن قيام فرج يُسر بالتصدي لهذا الأمر هو إنجاز كبير يدلُّ على همة عالية وينبع من نفس عظيمة تحسُّ بحاجات الأمة فتنبري لحمل العظائم في سبيل تحقيق ما تحتاجه البلاد، وهو أمر لا يتصدَّى له إلا الزعماء والعظماء.
وكان فرج يُسر يحتاج إلى الماء لتزويد أسطوله الكبير وهو يسافر من مدينة جدة إلى أن يصل إلى أقرب ميناء يتوفر فيه الماء، لقد بذل الرجل جهده في البحث عن الماء وإصلاح العين التي جلبها السلطان الغوري حتى استطاع استخراج الماء من عين في شرق مدينة جدة سميت في زمانه "عين فرج يُسر" ولم يكتف بهذا فأوصل الماء إلى المدينة الظامئة وبنى المناهل - البازانات - في أنحاء المدينة ليأخذ أهل جدة حاجتهم من هذا الماء، وبنى منهلًا خاصًّا قريبًا من الميناء الذي ترسو فيه السفن لتأخذ سفنه وسفن غيره حاجتهم من هذا الماء كذلك.
ولمعلومية القارئ فإن موضع عين فرج يُسر هو الأرض التي تقوم عليها مباني جامعة الملك عبد العزيز في جدة، إذ آلت ملكية عين