للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صالح جمال الصحفي والكاتب]

هيأت مكتبة الثقافة والعمل فيها لصالح جمال أسباب الثقافة، واستكمال ما فاته من أسباب التعليم حينما اضطر إلى قطع دراسته، واشتغل بالعمل الوظيفي، ثم بالعمل الحر في مكتبة الثقافة، وكان قبل ذلك شابا طموحًا يتمنى لبلاده أن تبلغ ما تستحقه من أسباب المجد والرفعة، وليس مثل القراءة والاطلاع ما يحفز الشباب وشملك بهم طريق الإصلاح.

عمل الأستاذ/ صالح جمال في جريدة البلاد السعودية أمينًا للصندوق، ثم مديرا للإدارة ثم مشرفًا على الإدارة والتحرير، وبدأ ينشر مقالاته فيها، ويكتب في غيرها من الصحف في ذلك الزمان، وبدأ صالح جمال الكتابة في جيريدة البلاد السعودية بتوقيع مستعار، اختار حرف - الصاد - الحرف الأول من اسمه ليوقِّع به على الكلمات القصيرة التي تنشرها له الجريدة، ويقول في تعليل إخفاء اسمه أنه لم يكن على ثقة من جودة ما يكتب، وقد اختار صالح جمال الكتابة عما يتحدث عنه الناس من المشاكل اليومية التي يعانونها وكان من عناوين الكلمات القصيرة التي ينشرها: أحاديث الناس، وحديث الجمعة، وحديث الخميس وكل صباح، ووجدت هذه الكلمات القصيرة صداها لدى القراء فشخعه هذا على الاستمرار في الكتابة وإظهار اسمه الصريح فيما بعد.

أما الموضوعات التي كان يتحدث عنها صالح جمال فيقول عنها:

كنت أتناول فيها أحاديث الناس الناقدة طبعا لأي موقف أو عمل جماهيري حكومي أو أهلي كالبلدية أو شركة الكهر باء أو الأوقاف أو المياه، وأحيانًا أكتب مقالات في المناسبة الدينية كالهجرة أو رمضان أو الحج، وكان يكتب كذلك عن بعض الشخصيات من أعلام المسلمين كالرازي وابن سينا والخوارزمي وغيرهم تحت عنوان عباقرة العرب (١).

أحاديث الناس هذه التي تتحدث عن المشكلات اليومية التي يتعرض لها الناس، والموجودة في كل مجتمع كانت علامة بارزة من اهتمامات صالح جمال صاحبته من مطلع شبابه منذ أن شرع قلمه للكتابة في الصحف، واستمرت معه إلى أن بلغ الشيخوخة، ولم يقتصر التعبير عن هذه الاهتمامات على الكتابة في الصحف، وإنما تحولت إلى أعمال ومشاريع اجتماعية تستأثر باهتمام الشيخ صالح جمال في المراكز العديدة التي شغلها فيما بعد، والتي سنتحدث عنها بعد.

وقد استمر الأستاذ/ صالح جمال يكتب في هذه الموضوعات الاجتماعية التي تصادف الناس في حياتهم اليومية، وبأسلوب يتسم بالشجاعة والصراحة، وكنت أقرأ كلما يقع عليه نظري من هذه الأحاديث في الصحف اليومية، وكنت أعجب دائمًا بشجاعته وجهره بما يعتقد أنه حق وصواب.


(١) مذكرات صالح جمال ص ١٦ مخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>