من خزينة المالية برسم الطيب مع ما هو مخصص لها لغسيل الكعبة. وقد استمر الحال على ذلك في العصر الحاضر كما يقول الشيخ باسلامة. (١)
[خدام الكعبة وأغوات الحرم]
ذكرنا أن أول من رتب العبيد لخدمة الكعبة معاوية بن أبي سفيان ثم تبعه الولاة في ذلك إلى العصر الحاضر يقول الشيخ باسلامة.
والقائمون بخدمة الكعبة الآن هم الأغوات وليسوا مماليك لأحد بل هم أحرار قد اعتقوا من قبل أوليائهم ولهم مرتبات شهرية تصرف من خزينة الدولة. ولهم إدارة خاصة ورئيسهم منهم وقد جرى العرف بينهم أن يكون رئيسهم أقدمهم خدمة ولهم بيت مال خاص بهم ويتوارثون بعضهم بعضا. ووظائفهم منحصرة في تنظيف المطاف، وحجر إسماعيل ومقام إبراهيم والفرش الحجرى المحيط بمدار المطاف الذى عليه مقامات الأئمة ولهم وظائف أخرى مثل وضع الشماعدين على باب الكعبة من الغروب إلى بعد صلاة العشاء ومن طلوع الفجر إلى الاسفار وكانوا قبل دخول الكهرباء بالمسجد الحرام يضيئون القناديل التي على الاساطين المحاطة بصحن المطاف والمقامات الأربعة.
ولهم نظام خاص في تسلسل الوظائف يسيرون عليه من أقدم الأزمان ونوجز هذه الوظائف فيما يلي:
حينما يبدأ الأغا العمل في الخدمة يسمى نفر ويستمر في ذلك ثم يرقى بالتسلسل حتى يصل إلى وظيفة شيخ المفتاح وهذه الوظيفة هي أمانة مفاتيح غرف الأدوات من شماعدين وأوانى تنظيف المطاف والحجر وأطراف الكعبة وغير ذلك. ثم يرقى إلى وظيفة (دورورى) وهي مراقبة الأغوات حال قيامهم بتنظيف الصحن وما حوله، ثم يرقى إلى رتبة ضابط ويسمى ضابط أول ويدخل في سلك البطالين ووظيفة البطالين كنس مدار المطاف وما يتبعه مع حجر إسماعيل وتنظيم صفوف المصلين