للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحجر الأسود]

لما بلغ البناء موضع الركن أرادت كل قبيلة أن تستأثر بوضع الحجر الأسود في مكانه فاختصموا حتى وصل بهم الأمر إلى الإعداد للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملؤة دما وتعاقدواهم وبنو عدي بن كعب على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة فسموا لعقة الدم ثم اجتمعوا وتشاوروا واتفقوا ورضوا بأول داخل من باب بني شيبة فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا هذا الأمين كلنا نرضى به فحكموه في ذلك فوضع الحجر في ثوب وأمر واحدا من كل قبيلة أن يأخذ بطرف الثوب ثم وضعه في موضعه بيده الكريمة.

[وقريش تقسم البناء أجزاء]

وتجزأت قريش الكعبة فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة وما بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم وكان ظهر الكعبة لبني جمح وسهم ابني عمر بن هصيص بن كعب بن لؤى، وكان شق الحجر لبني عبد الدار بن قصي ولبني أسد بن عبد بن قصي ولبني بن كعب بن لؤى وهو الحطيم.

[كنوز الكعبة]

وكان في بطن الكعبة جب تحفظ فيه الهدايا التي تهدى للكعبة وقد سرق من الكعبة حلة وغزال من ذهب كان عليه در وجوهر قالوا وكان فيها قرنى الكبش الذى افتدى به إسماعيل عليه السلام فلما عزموا على هدم الكعبة أخرجوا هذه الكنوز وجعلوها عند أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، وأخرجوا هبل وكان على الجب الذى في داخل الكعبة نصبه عمرو بن لحي - ونصب عند المقام، وهناك رواية تقول أنه كان في داخل الكعبة أفعى كبيرة مخيفة فلما أذن الله بهدم الكعبة أرسل إليها طائرا عظيما فأخذها من الكعة فقذف بها في أجياد. (١)


(١) "٤٦ - ٦٧ تاريخ الكعبة المعظمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>