للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمعية الهلال الأحمر - أصدرت كتابًا ضم بعض المحاضرات التي ألقيت في الجمعية، وكان من أبرز محاضريها السيد محمد شطا يرحمه الله، وكان يتحدث في محاضراته عن قصص الأنبياء، كما كان من أبرز المحاضرين الدكتور الفلسطيني حسني الطاهر، وكان يعمل في مستشفى أجياد في مكة المكرمة، ومن المحاضرين الذين تحدثوا في الجمعية السيد صالح شطا، والشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي وكانت محاضراته بعنوان "ما نحن أحوج إليه" وقد ألقى بها الأديب الجهير حمزة شحاتة محاضرته الطويلة الرجولة عماد الخلق الفاضل والتي استمر في إلقائها حوالي الخمس ساعات وقد طبعت في كتاب خاص أصدرته شركة تهامة سنة ١٤٠١ هـ، وكان لي شرف إلقاء محاضرة فيها عن شعر الغزل والشعراء الغزلون قديما في الحجاز، وقد بحثت عن هذه المحاضرة بين أوراقي فلم أجدها، فلم أكن احتفظ بما أكتب وأنظم إلا في السنوات الأخيرة.

وقد ألقى الزيدان في جمعية الإسعاف محاضرة بعنوان رعاية الشباب، وكان يرتجل الكلام ولا يستعين بأوراق مكتوبة، كما يفعل الكثيرون من الخطباء، وهي مقدرةٌ يعد الزيدان فيها واحدًا من أفراد قلائل كانوا قادرين على الارتجال في ذلك الزمان.

[ذكريات الزيدان]

كتاب الزيدان ذكريات العهود الثلاثة من أمتع ما كتبه الزيدان، فقد امتد به العمر ليشهد العهد العثماني والعهد الهاشمي ثم العهد السعودي في الحجاز، وقد اختزنت ذاكرته القوية أحداثًا كثيرة في هذه العهود مما رأى وسمع، وأضاف إلى ذلك رحلات عديدة، وقراءات موسوعية كثيرة.

فسرد هذه الذكريات في مقالات نشرها في جريدة المدينة، وربما في غيرها من الصحف، ثم طبعها في كتاب، وقد رأيت أن أشرك القراء في بعض هذه الذكريات الغنية بالمعلومات التاريخية والطرائف، وإن كنت أفضل أن يقرأها القراء بقلم الزيدان يرحمه الله.

والآن إلى بعض هذه الذكريات.

[المخزن]

يقول الأستاذ/ محمد حسين زيدان أن من الآثار التي تركها حكم محمد علي باشا رأس الأسرة الخديوية الحاكمة في مصر، من الآثار التي تركها في المدينة - المقاس المعروف بالمخزن - أي تقسيم الأرض إلى مخازن، والمخزن هو ستة أمتار في سبعة أمتار ومجموعه اثنان وأربعون مترًا، وهذا المقاس يساوي واحد في المائة من مساحة الفدان (١).

أقول: أن الأراضي تباع في جميع أنحاء المملكة بالمتر بينما أن البيع بالمخزن هو السائد في المدينة المنورة، ولعل بقاء هذا الاصطلاح في المدينة يرجع إلى طبيعة أرضها الزراعية فإن حكم محمد علي باشا لم يقتصر على المدينة وحدها وإنما عمَّ الحجاز كله.


(١) ذكريات العهود الثلاثة ص ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>