للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكون منه للعيون قرة … وتبدل الأحزان بالمسرةَّ

وتنجلي سحابة الأكدار (٢٩٤)

والقصيدة كما يراها القاريء طويلة، ولكن البيتي تفنن فيها وأبدع أيما إبداع، وهي بنفسها الطويل وتعدد القافية فيها وبالموسيقية التي يختتم بها كل مقطع من مقاطعها تعبر أحسن تعبير عن تمكن الشاعر من ناصبة اللغة، وتذليلها لما يريد في أسلوب سهل جميل، وهي إلى جانب دقة الوصف وحماله يمكن تصنيفها في شعر الفكاهة التي تدخل إلى القلوب في يُسْرٍ فتشيع البهجة في نفس القارئ والسامع بما حوته من الفكاهة والسخر في قالب فني بديع.

[شعر الرثاء]

نظم البيتي قصائد كثيرة في الرثاء نختار منها هذه القصيدة التي رثى بها الشريف حمود بن عبد الله بن عمرو الذي توفي بالمدينة كتب بها إلى أخيه أبي طالب بن عبد الله بن عمرو وهي:

نعم إن سرح الصبر جافٍ وحافلُ … وهيهات إن الدمع كاف وكافل

هو الحزن حُزْنا منه حظًّا وأنه … على قدر ما تدعو المصيبة نازل

صروفًا من الأيام، ذَودًا من الأسا … تساق إلينا والقلوب مناهل

قضى ما قضى من طبعه الدهر إنه … على جمعه الضدين عادٍ وعادل

وإنا لأغراضٌ نُصِبْنَ على الشَّفا … ودهرك والأقدار سهم ونابل

فكيف سها عن سيبويه بأننا … أسامٍ وأن الحادثات عوامل


(٢٩٤) ديوان البيتي: ص ١٠٢، ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>