للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خذوا من لسان الدمع شاهد لوعتي … فكل بليغ بعد دمعي باقل

ولم يبكني إلا السوابغ والظُّبا … وسُمْرُ القنا فيما أرى والحجافل

لَقًى في جفير السِّلْم صونًا من القذا … ويا طالما التفَّتْ عليها القساطل

وللعود والجرد العتاق سوائما … تلوك شكيم الغيظ وهي هوامل

ومن كرم الأخلاق كيف سَنامُها … يبات هزيلًا والرياح ذوابل

وفرقد مجد في سماء رياسة … بدا وهو مع بُرْجِ الشرافة آفل

وإن عقود المكرمات تساقطت … وأضحت وجيد الدهر منهن عاطل

على هالِك شَقَّت عليه جفونها … عيون المعالي فهي أيّم ثاكل

فيا لمصاب في لؤي بن غالب … بنوا عمرو فيهمْ واحدٌ وهو شامل

فليت المنايا كالرجال إذا التقت … يذب الفتي عن نفسه ويناضل

إذن لم يمت صبرًا ولا حتف أنفه … ولم تتكشَّفْ من حمود المقاتل

وأسْرف في أثر الجريرة مسرف … وأذَّن للثارات حق وباطل

فدى لك مني يا حمود من الردى … رقاب القناة والصافنات الصواهل

فدى لك لو أجْدَى الفِدا لتحملت … عليه شعوبٌ جَمَةٌ وقبائل

وكل نفيس بعد ذاك دخرته … ونفسي إن أجدت فإني باذل

وكم لك من طُلَّاب وِتْرِ مهلهل … لو الخصم جَسَّاسٌ وإنك وائل

ولكنَّ ما في الجهد غير الذي تري … نصيري دمعي والتَّصَبُّر خاذل

سلام على أرض البقيع التي انطوت … عليك وشقتها الغيوث الهواطل

من المرسلات الرائجات عَشِيَّةٌ … منائح ضرع المزن فيهنّ حافل

وليًّا على الوسميِّ أنْوا تتابعت … إذا شحَّ منها وابل سَحَّ وابل

رحلت ومن حرصي على العود أنني … أُؤمل في نفسي بأنك قافل

تقدمت في الركب المغذِّين للبِلا … ولكن باقي السفر بعدك راحل

<<  <  ج: ص:  >  >>