للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقابلك الرحمن منه برحمة … وعفو وغفران ونعم المقابل

أبا طالب لا فاتك الصبر إنه … جميل به تنسي الأسى بل تجامل

وكيف سلوٌّ من حزين إذا بدا … له ذاك يومًا ذكَّرته المنازل

وما جزعٌ عند الحليم بنافع … ولا تحت حمل الهم والحزن طائل

لعمرك إنَّا في المصاب لواحد … جميعًا وإن الحزن للكل حاصل

وإن كان صبري ناقصًا وتجلُّدي … فدمعي بإيضاح التلهف كامل

وما حال عهد الود عما عهدته … بَلَى وأَبي لكنَّ جسمي حائل

فلا تبْغ من سجع البلابل في الدُّجى … معينًا فعندي في الفؤاد بلابل

وطائر شجوي بالمراثي مترجم … تطارحه وُرْقَ الرُّبا وتساجل

على القرب أمليك الجوى وإذا نأت … بك الدار يوما فالدموع رسائل

تَعَزَّ ويكفيك العزاء بمن خلا … وراك ويشفيك القرون الأوائل

ومهما تشا فاطلب من الأرض شاهدا … فصيحا فكم فيها مجيب وقائل

إلى الله شأن في الضمير سترته … أروح وأغدوا وهو جاء وجائل

فهمنا عن الأيام سرَّ فعالها … وشتان دارٍ بالأمور وجاهل

تصرِّف من تهوى وتَصْرِف من تشا … وما بين ما تعطي وتأخذ فاصل

خذ الحُكْم من حظ اللئيم فإنه … يفيدك إن الدهر هازٍ وهازل

وإلا فللدنيا مُعَلًّى وناقصٌ … قسيمٌ وللأخرى سفيح وفاضل

صرفنا عنان الاعتراض لأننا … علمنا بأن الله للكل فاعل

فدونك من خدن القريض ظعائنا … يروقك معني حسنها والشمائل

ملاهي ينسين المصاب وإنها … وأعجب ما فيها إليه وسائل

ودمنا لا عدمنا في سلامتك البقا … تُسَرُّ بك الدنيا وتُزْهى المحافل

مدى الدهر ما أنشا وأنشد قائل … نعم إن سرح الصبر جاف وجافل

<<  <  ج: ص:  >  >>