للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جاء في كتاب الكنز المدفون للسيوطي]

أن أول من أحدث المحامل في طريق مكة شرفها الله الحجاج بن يوسف الثقفي، وذكر صاحب درر الفرائد: المحامل أربعة، العراقي، والمصري، والشامي، واليمني، وحج في بعض السنين الحلبيون بمحمل، وحج آخرون بمحامل في سنين مختلفة.

[المحمل العراقي]

كان الحمل العراقى أعظم المحامل في وقته، لأن الخلافة الإسلامية كانت في مدينة بغداد عاصمة العراق، وان معوَّل أقاليم الإسلام على ما يصدر منها، ويرد إليها … الخ.

ثم قال:

ولقد اعتنى أبو سعيد بن خدابنده بأمر حاج العراق عناية تامة، وغشى المحمل بالحرير ورصَّعه بالذهب واللؤلؤ والياقوت، وأنواع الجواهر الأخرى التي بلغت قيمة الحلية فيه (٢٥٠.٠٠٠ دينار) من الذهب المصري أو (١٢٥.٠٠٠ جنيه) وجعل للمحمل خزًا يسبل عليه إذا وضع، ولما تقفص ظل الخلافة عن طريق العراق، وآل الأمر إلى الملوك المتغلبين من الأمراء والأعيان.

ضعف شأن المحمل العراقي فكان العربان يستهترون بركبه، وكثيرا ما اعتدوا عليه.

وفي سنة ٦٣١ رجع الحج العراقي إذْ طَمَّ عرب الاجاورة الآبار، واختلف الحجاج مع العربان حتى ضاق الوقت، وفي السنوات ٦٣٣: ٦٣٦، وسنة ٦٣٩ لم يحج العراقيود لدخول التتر بغداد، ثم صار المحمل العراقي يجيئ مرة وينقطع أخرى إلى القرن التاسع الهجري (١).

[السلطان سليم أول من رتب إرسال الغلال إلى مكة والمدينة]

نقل الغازي عن إبراهيم رفعت باشا في مرآة الحرمين، أن السلطان سليم هو أول من رتَّب صدقة الحب لأهل الحرمين ففي سنة ٩٢٤ وصل من السويس إلى جدة سفائن تحمل سبعة آلاف أردب من القمح جهزها خاير بك نائب السلطنة بمصر منها ألفين أردب لأهل المدينة، والخمسة الباقية لأهل مكة، وأخذ سلاطين آل عثمان يزيدون هذه الصدقات كلما تولى سلطان جديد، حتى وصلت إلى أثنى عشر ألف أردب لمكة، وثمانية آلاف لأهل المدينة (٢).

[أول من أرسل صرة النقود إلى مكة المقتدر العباسي]

وفي مرآة الحرمين، أن أول من أرسل صرة النقود إلى الحرمين المقتدر بالله العباسي سنة ٣٢٠ هجرية، ثم تبعه الأمراء والخلفاء كل يزيد منهم على سلفه ما يليق بكرم نفسه، وأول


(١) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ٢٨/ ٣٠.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ٤٢/ ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>