للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلتكن عاذرا إذا أنا أعرضت ولم ألتفت لذاك الخطاب:

لم أجد للذي سألت جوابا … فرأيت الجواب ترك الجواب

ثم لما كرَّرت في ذاك قولا … في كتاب يحوي جزيل العتاب

وتراءى لك الغنى فيَّ حتى … قد تلقَّيْتُ ذاك من ميزاب

غير أني رأيته منك بشرى … تُرتجى من خزائن الوهَّاب

فأل خير لعله نظر الشيخ … إليه هناك في اسطرلاب

وعلى جملة المقال فأرجو … ذاك من غير هذه الأسباب (٢٨٤)

والأبيات الأولى في صدر القصيدة تذكرنا بشعر الشريف الرضي في الحجازيات التي كان يبدأها بالوصف الجميل، الأمر الذي يدل على أن البيتي كان واسع الاطلاع على شعر الشعراء المجيدين قبله، وكان هذا الاطلاع الواسع من أسباب تمكنه من مقاليد الشعر، وإجادته في فنونه المختلفة، ومن أبرز ما يلاحظ في شعر البيتي هذه السهولة التي تبدو في وصفه للحوادث، وتصويره للمشاعر، سهولة تدخل إلى الأفهام في يسر وهي في نفس الوقت من السهل الممتع الذي لا يقدر عليه إلا الموهوبون.

[ضيق حال البيتي]

أما الجزء الثاني من القصيدة فهو إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن البيتي كان يعاني من ضيق مادي لم يتمكن معه من الوفاء بدين أبيه فلجأ إلى الاعتذار كما رأينا بهذا الأسلوب الشعري الجميل وقد وصف البيتي في كتابه الذي نقلناه آنفا حالته هذه فقال:


(٢٨٤) ديوان البيتي: ص ١٥، ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>