للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيا بعد مجرى العين عن بئر عسكر … وأين كداءٌ عن سباسب ظهران

إذا أعنقت فيها المطايا تظالعت … وحَنَتْ بارزامٍ مُلحٍّ وَارْنانِ

هذه الصورة للمطابا وهي تَحِنُّ بارزام وأرنان هي صورة لاعرابي فارق حبيبته فسارت شمالًا وسار هو جنوبًا، وهذا البيت الذي يقول فيه:

فاشملت إذ أجنبت يا بعد فرقد … تحداك طولا بيننا وتحداني

هذا البيت يذكرني بصورة مشابهة وردت في شعر عمر بن أبي ربيعة يقول فيها:

أيها المنكح الثريا سهيلا … عمرك الله كيف يلتقيان

هي شامية إذا ما استهلت … وسهيل إذا استهل يماني

وابن أبي ربيعة يكني بنجوم السماء لأن الحبيبة اسمها الثريا.

ومن الصور البدوية التي يحفل بها شعر حسين سرحان قوله في ذكريات هوى:

وثبت وثبة كدري على قُلَلٍ … من الجبال طوال فوق اثباج (١)

أنه هنا ينجو بنفسه هاربًا فيثب كما يثب طائر القطا على قمم الجبال.

ويقول في وصف النيل:

والنيل باركه الآله … اشمَّ مَطَّرِدُ القوام

أن مرَّ سبْقا كالجوا … دوان تلألأ كالحسام (٢)

ووصف النيل بالجواد الأشم في جريانه، وبالحسام في تلألئه ولمعانه من أجمل ما توصف به الأنهار والبحار، ولكنها صور بدوية تبدعها مخيلة فارس بدوي شاعر.

وأمثال هذه الصور كثيرة، ولسنا هنا في مجال الاستقصاء، وإنما نقدم المثل لإيضاح الصورة.

[حسين سرحان الموظف]

وصف حسين سرحان نفسه، وسخر منها بعدما مارس عمله موظفًا في - قلم اللوازمات - التابع لوزارة المالية في الطائف فقال في قصيدته المؤظف الجديد.

أصبحت في قلم اللوازم … كالغلام مُسَخَّرا

قد بعت أربح بيعة … وشريت اغبن مشترى

يسعى الزمان إلى الأمام … وانت تسعى القهقرى


(١) أجنحة بلا ريش ص ٤٨.
(٢) أجنحة بلا ريش ص ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>