للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها:

كنت الطليق تجرُّ ذيلك … فوق مرتفع الذرى

كالبرعم النشوان يأرج … في الصباح منورا

كالبلبل الصداح … يوقظ بالغناء ذوي الكرى

ثم يقول:

ما بال نفسك مُرَّةً … واديم قلبك مقفرا

تهتاج مثل الثور يو … م يرى الرداء الأحمرا

اتراك حين وقعت في … الشرك المعَدِّ مخيرا

أم كنت تسخر بالزمان … وبالمكان وبالورى

ويصف السرحان وصول الرئيس إلى الإدارة:

وإذا جرى الجلواز يوْ … مًا قلت ويحك ما جرى.؟

قال الرئيس أتى … فقمت مهلِّلًا ومكبرا

ونفخت زقا فارغا … ورفعت صوتا منكرا

وضحكت واستنجدت … نابا أسودا أو أصفرا

هذا عقابك ياحسين … صبرت أم لم تصبرا (١)

لقد ذكرت أن حسين سرحان لم يلتحق بالوظيفة إلا بعد أن بلغ الثلاثين من العمر، كان يحيا حياة طليقة من أغلال الوظيفة ومراسمها، يفعل بأيامه ما يشاء دون حسيب أو رقيب، ولابد أنه كان مكفيِّ المؤونة بما يوفره له والده الذي كان من حاشية الأمير فيصل بن عبد العزيز، وكذلك كان هو من الحاشية أو "الخوايا" كما اصطلح على تسميتهم، ولهذا عاش حياة حرة لا تعرف قيود الوظيفة، ولا ما يجب لها من التزام، فلما اضطر إليها أدرك بطبيعته الساخرة، وبما غرس في طبعه الشامس من اعتزاز أنها لا تصلح له ولا يصلح لها، فصوَّر حاله ومشاعره في الوظيفة الجديدة.

وفي تصوري أن حسين سرحان كان مضطرًا إلى دخل ثابت يقيم به شؤون نفسه وأسرته فهو يصف حاله وحال أسرته وهم ينتقلون من دار إلى دار في مقطوعة صغيرة بعنوان ايجار الدار.

دائن جاء يبتغي إيجاره … بعد أن أسبل الدجى أستاره

ومضى العام شَرَّ عامٍ وقد … ذقنا الرزايا في حارةٍ بعد حاره

كل عام يزيد عما مضى في … اجرة الدار كالرياح المثاره


(١) أجنحة بلا ريش ص ١٥٧/ ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>