كان القرشيون تجارًا يمارسون التجارة ويتكبَّدون لها الأسفار، وكانوا يقومون برحلتين في العام رحلة في الصيف إلى الشام، ورحلة في الشتاء إلى اليمن، وكانوا ينقلون في الرحلتين من عروض التجارة إلى كل بلد ما يطلبه البلد الآخر، وكانت ترد إلى مكة منتجات البلدان المختلفة مع الحجاج القادمين إليها، والتي كانت تباع في الأسواق المقامة في الحجاز في عكاظ ومِجَنَّة، وذي المجاز، وقد ذكر القرآن الكريم رحلتي الشتاء والصيف في سورة قريش.
وجاء في إفادة الأنام أن هاشم بن عبد مناف الجدُّ الثاني للرسول صلوات الله وسلامه عليه هو أول من سَنَّ الرحلتين لقريش، وهو كذلك أول من أطعم الثريد، واسمه عمرو، وإنما سُمِّي هاشمًا لهشمه الخبز وثَردِهِ لقومه كما قال الشاعر:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه … ورجال مكة مسنتون عجاف
سُنَّتْ إليه الرحلتان كلاهما … سفر الشتاء، ورحلة الأصياف (١).
[الخليفة الراضي يبني أنصاب الحرم بالتنعيم]
كان الخليفة الراضي العباسي، هو الذي أمر ببناء المعلمين الكبيرين لأنصاب الحرم بالتنعيم وذلك في سنة ثلاثمائة وخمس وعشرين للهجرة، واسمه مكتوب عليها.
[وصاحب اربل يبني أنصاب عرفة]
كما أمر المظفر صاحب اربل بعمارة العلمين الذين هما حدُّ الحرم من جهة عرفة، في سنة ستمائة وست وعشرين للهجرة، وقال ابن فهد أن بناء المظفر كان في سنة ستمائة وخمس في شعبان.