بإجماع المسلمين طالبًا به الثواب، وكيف تعصَّب له سلطان عصره، الملك الأشرف قايتباي مع أنه أحسن ملوك الجراكسة عقلًا ودينًا وخيرية، وهو يأمر بفعل هذا الأمر المجمع على حرمته في مشعر من مشاعر الله تعالى، وكيف يعزل قاضي الشرع الشريف لكونه نهى عن منكر ظاهر الإنكار فرحم الله الجميع وسامحهم وغفر لهم انتهى (١).
أقول: أخذت ابن الزمن العزَّة بالإثم فلم يطق أن يُصَدَّ عن أمر أراد إنفاذه وهو يعلم مكانه من السلطان وكان حَرِيًا به أن لا يخلط بين السيئة والحسنة، ولكن النفوس إذا تسلط عليها الهوى، أعمى بصيرة أصحابها، وقد رأى ابن الزمن من سبقه إلى البناء على أرض المسعى وجوانبها فلم ير ما يحول بينه وبين ذلك، وبإدخال المسعى في المسجد الحرام انقطع الطريق على كل من تسول له نفسه بشيء، فجزى الله القائمين على هذا العمل العظيم خير الجزاء.