المرحوم الأستاذ حمزة شحاتة لدى المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان رئيس الشركة العربية للطبع والنشر.
قنديْل وَحَمْزة شحَاته
وكان الأستاذ أحمد قنديل ينشر شعره في صوت الحجاز بتوقيع الصوت الحساس وقد استرعى هذا التوقيع انتباه الأستاذ حمزة شحاتة فسألنى أن كنت أعرف هذا الشاعر الذى بدأت بواكيره الطيبة منذ القصائد الأولى التي نشرتها له صوت الحجاز فقلت أنه الأستاذ أحمد قنديل وهو مدرس بمدرسة الفلاح وأعرفه منذ أن كنت تلميذا بها وكان هو في الفصول الأخيرة ثم أستاذا بالمدرسة المذكورة، وطلب منى الأستاذ حمزة أن أجمعه بالقنديل بل وأعرفه عليه وكان شحاتة يومها أديبا جهيرا وشخصية مرموقه فاتصلت بالقنديل رحمه الله وأعربت له عن إعجاب الأستاذ حمزة بما ينشره من شعر وضربت له موعدا للاجتماع بالأستاذ حمزة في - مربعة الجمجوم - وهو مبنى كان يومها خارج مدينة جدة بالعمارية قريبا من مقبرة حواء، كان قد بناه المرحوم الشيخ محمد أنيس جمجوم، وكان هذا المبنى الخلوى الذى يسمى مربعة أشبه ما يكون بنادٍ مجتمع فيه آل جمجوم وأصدقاؤهم عصر كل يوم وصدرا من الليل، وكنت والأستاذ حمزة شحاتة من رواد هذا المجتمع الجمجومى كل أصيل ونحن جميعا في مطلع الشباب في أوائل الخمسينات من هذا القرن وقد استمرت صلة القنديل بالأستاذ شحاتة منذ ذلك الوقت وإلى أن توفى الأستاذ حمزة شحاتة باستثناء فترة ليست بالطويلة حدث بينهما من الجفوة ما أوقف هذه الصلة ولكن هذا التوقف لم يستمر فعادت صلتهما إلى ما كانت عليه من قبل يرحمهما الله.