يعتمدون على أقلام البوص وَيبرْوُنَ هذه الأقلام بحيث تصبح للقلم سِنَّةٌّ صغيرة مفشوخة وكلما كان القلم حسن البراية والحبر جيدا كلما ساعد هذا على إتقان الكتابة وحسنها، أما الأحبار فكانت ترد في شكل مسحوق أسود ويحُلُّ هذا المسحوق بالماء ويوضع فيه خرقة من القماش الخفيف تسمى الزِّيَّة، حتى إذا غمس القلم في الدواة لم يخرج به من الحبر ما يلوث الورق أويد الكاتب.
[الحبر نيشان الكاتب]
وعلى أى حال فقد كان وجود الحبر في ثياب الكاتب أو آثاره في يده لا تعتبر عيبا وكان هناك مثل متداول يقول - الحبر نيشان الكاتب.
[التراب هو النشاف]
ولما كان الحبر سائلا فإنهم كانوا يستعملون في تجفيفه التراب ويضعونه في علبة صغيرة فيها خروق كثيرة بحيث يخرج منها هذا التراب الذى يجفف الحبر ولا يفسد جمال الخط.
وكانوا يتفنون في اقتناء أصناف أدوات الكتابه وخاصة الدواة والأقلام، وبعض هذه الدوايات - مفرد دواة - كان من البلور الخالص الجميل. وبظهور الآلات الكاتبة وأقلام الحبر الناشفة والسائلة انتهى عهد إتقان الخطوط وتحسينها بل وانتهى عهد إتقان الأبلاء لأن مراقبة الخط كانت تتبع مراقبة الكتابة نفسها وسلامتها من الأخطاء الإملائية.
[تاريخ الخط العربي وآدابه]
وسنتحدث هنا قليلا عن كتابه "تاريخ الخط العربي وآدابه" هو أهم مؤلفات الشيخ طاهر الكردى في فن الخط وقد طبع الطبعة الأولى في شهر محرم من سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وطف، ثم أعادت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون طبعه مرة أخرى في هذا العام ١٤٠٢ هـ وحسنا فعلت فإن الكتاب يكاد أن يكون