للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ويعظ الناس]

وقال يا أيها الناس والله لو أن أبا هريرة أخبركم انكم قاتلوا ابن نبيكم بعد نبيكم ومحرقوا بيت ربكم لقلتم ما من أحد أكذب من أبي هريرة، انحن نقتل ابن نبينا ونحرق بيت ربنا فقد فعلتم، لقد قتلتم ابن نبيكم وحرقتم بيت الله فانتظروا النقمة، فو الله الذى نفس عبد الله بن عمرو بيده ليلبسنكم الله شيعا وليذيقن بعضكم بأس بعض يقولها ثلاثا.

رفع عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى صوته في المسجد فما في المسجد أحد إلا وهو يفهم ما يقول فإن لم يكن يفهم فإنه يسمع هذا الصوت. ثم قال عبد الله بن عمرو: أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، فوالذى نفس عبد الله بن عمرو بيده لو قد البسكم شيعا واذاق بعضكم بأس بعض لبطن الأرض خير لمن عليها لمن لم يامر بالمعروف ولم ينه عن المنكر.

[ابن الزبير يستشير الناس في هدم الكعبة]

وجمع ابن الزبير وجوه الناس وأشرافهم فشاورهم في هدم الكعبة. انقسم الناس في آرائهم فاشار فريق بهدمها منهم جابر بن عبد الله وكان قد جاء معتمرا، وعبيد بن عمير، وعبد الله بن صفوان بن اميه وغيرهم. ولكن أكثر الناس لم يوافقوا على الهدم، وكان أبرز هؤلاء عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال لابن الزبير دعها على ما أقرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاني أخشى أن يأتي بعدك من يهدمها، ثم يأتى بعد ذلك آخر فلا تزال أبدا تهدم وتبنى، وأمر عبد الله ابن الزبير بالخصاص التي كانت حول الكعبة فهدمت وبالمسجد فكنس مما فيه من الحجارة والدمار وتبين أن الكعبة قد مالت حيطانها مما اصابها من حجارة المنجنيق كما تبين أن الركن قد اسود واحترق وتقطع ثلاثة أجزاء. فتذهب حرمة هذا البيت من قلوبهم ويتهاون الناس بحرمتها ولا أحب ذلك ولكن ارقعها.

<<  <  ج: ص:  >  >>