للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحلية مقام الخليل إبراهيم عليه السلام]

جاء في إفادة الأنام في الفصل الخاص بمقام إبراهيم عليه السلام، أن موضع غوص القدمين ملبس بالفضة، وعمقه من فوق الفضة سبع قراريط ونصف قيراط.

وروى الأرزقي عن عبد الله بن شعيب بن شبَّه عن جبير بن شبَّه قال:

ذهب ربع المقام في خلافة المهدى، قال: وهو من حجر رخو يشبه السنان فخشينا أن يتفتت فكتبنا في ذلك إلى المهدى فبعث إلينا بألف دينار فصنعنا بها المقام، أعلاه وأسفله ولم يزل ذلك الذهب عليه، حتى ولي أمير المؤمنين المتوكل على الله فجعل عليه ذهبا فوق ذلك الذهب وفي سنة ست وخمسين ومائتين ذكر الحجبة لعلي بن حسن العباسي أمير مكة في ذلك الزمان أن المقام قد وهي ويخاف عليه، وسألوه أن يجدد عمله، فأمر بقلع ما على المقام من الذهب والفضة، وضم إليه ذهبًا آخر وحُلى المقام بذلك كله.

وكان ابتداء العمل في الحرم سنة ست وخمسين ومائتين، وكان الفراغ منه في ربيع الأول من تلك السنة.

يقول الفاكهي: وكان تحلية ما في الطوقين الذي عمل في المقام بالنجوم، ألفي مثقال ذهب إلا ثمانية مثاقيل.

[ذهب المقام يضرب دنانير]

يقول الشيخ/ الغازي:

ثم أن الذهب الذي حلي به المقام في خلافة المتوكل لم يزل عليه إلى أن أخذه جعفر بن الفضل ومحمد بن حاتم في سنة إحدى وخمسين ومائتين، وضرباه دنانير وأنفقاه على حرب إسماعيل العلوى (١).

أقول: كانت ولاية الخليفة المهدي العباسي الذي بعث بألف دينار بين سنتى "١٥٨ - ١٦٨" (٢) للهجرة، وكانت خلافة المتوكل ما بين عامي ٢٣٢ و ٢٤٧ للهجرة (٣).

[فتنة العلوى بمكة]

أما حرب إسماعيل العلوى الذي ظهر بمكة فقد ذكرها الحافظ بن كثير في البداية والنهاية ونوجزها فيما يلى:

في سنة مائتين وواحد وخمسين ظهر إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكة المكرمة فهرب منه نائبها جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى، فانتهب منزله ومنازل أصحابه، وقتل جماعة من الجنود وغيرهم من أهل مكة، وأخذ ما في الكعبة من الذهب والفضة والطيب وكسوة الكعبة، وأخذ من الناس


(١) إفاة الأنام مجلد ١ ص ٥١٧ - ٥١٨
(٢) أمراء البلد الحرام ص ١٤
(٣) أمراء البلد الحرام ص ١٨

<<  <  ج: ص:  >  >>