للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الديوان، وفى سنة ١٣٥٩ هـ عين رئيسا لتحرير جريدة أم القرى فانتقل عمله إلى مكة المكرمة فبقي بها إلى نهاية سنة ١٣٦١ هـ (١). حيث انتقل للعمل بديوان نائب جلالة الملك في مكة المكرمة، ثم عين سكرتيرا لمجلس الوكلاء وتنقل في الوظائف الإدارية إلى أن عين مستشارا في الديوان ثم مديرا للشئون المالية بديوان. رئاسة مجلس الوزراء ثم تفرغ بعد ذلك لأعماله الخاصة.

[ثقافته]

لم يكتف عبد القدوس بما تلقاه من العلوم في حلقات الشيخ الطيب الأنصارى بالمسجد النبوي الشريف ولا بما تعلمه في مدرسة العلوم الشرعية فلقد كان الشاب عبد القدوس محبا للقراءة منذ نشأته فأكب على ما كان يصل إلى يديه من كتب الأدب والشعر قديمه وحديثه يقرأ ويحفظ ويتحدث إلى زملاء دراسته وأصدقاء صباه في كل هذا الذى يصل إليه. ولقد كانت حلقة قريبه وكافله الشيخ الطيب الأنصاري تضم الكثير من شباب المدينة الذين لمعت أسماؤهم فيما بعد، وكان من زملائه في حلقة الشيخ الأنصاري الشيخ ضياء الدين رجب والسيد عبيد مدني والأستاذ عبد الحميد عنبر رحمهم الله ومعالي الشيخ محمد الحركان والأستاذ عبد الحق نقشبندى وغيرهم ممن نسأل الله لهم العافية والعمر المديد. (٢)

كانت قراءات عبد القدوس الأولى تجعل الأدب القديم هو القدوة التي يحذو حذوها ولكن صلته بصديق صباه وزميله في حلقة الشيخ الطيب الأنصارى السيد عبيد مدني رحمه الله فتحت له المجال للاطلاع على الأدب الحديث فقرأ دواوين شوقي وحافظ والزهاوى وسامي البارودى، كما قرأ مؤلفات المنفلوطي والرافعى فتفتحت أمامه الآفاق ليسلك هذا الطريق الجديد وكان لتشجيع صديقه السيد عبيد مدني الذى وصفه بأنه رائد الأدب الحديث في المدينة المنورة كما وصف نفسه


(١) ١١٤ تطور الصحافة في المملكة العربية السعودية لعثمان حافظ.
(٢) انظر الحلقتين المنشورتين بجريدة المدينة المنورة عن السيد عبيد مدني في سلسلة أعلام الحجاز.

<<  <  ج: ص:  >  >>