للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطائرات محل السفن، وأصبحت إقامة الحجاج في الحجاز محدودة، وكثر التوالد في البلاد الإِسلامية فعانت من الكثافة السكانية، ومن التضخم المالي ومن المشاكل الاقتصادية الكثيرة فلم تعد مهنة الطوافة تكفي أصحابها، ولهذا فإنهم قد اتخذوها مهنة مساعدة واتجه الكثيرون منهم وخاصة الجيل الجديد إلى الأخذ بأسباب الحياة الكثيرة فكان منهم الأطباء والمهندسون والعلماء ورجال الأعمال وأصحاب المراكز في الدولة وحسنا فعلوا فالتطور سنة الحياة.

ولقد تطورت الطوافة من السؤال والتقارير فأصبحت الآن مؤسسات تضم الأجناس المختلفة ولها هيئات خاصة بها يقوم بها المطوفون أنفسهم، وتشرف وزارة الحج والأوقاف على هذه المؤسسات ويستمر التطور لمصلحة الحجاج ولمصلحة المطوفين إلى الأفضل بإذن الله.

[إبراهيم رفعت باشا يصف حكم الشريف عون]

وصف إبراهيم رفعت باشا حكم الشريف عون في مكة في كتاب "مرآة الحرمين" في حجته عام ١٣١٨ هـ فقال:

يلقب شريف مكة بسيد الجميع تمييزًا له عن بقية الأشراف، وهو الحاكم الذي لا ينازع في أمر، ولا يرد له قول، ينفى من شاء، ويحبس من شاء، ويعاقب من شاء، بيده عقد الأمور وحلها، وكل الحكام بمكة طوع إشارته من كبيرهم أحمد راتب باشا المشير إلى صغيرهم، فإن عارضه واحد منهم عزل في الحال، لأن الشريف له يد قوية في الدولة، فأيّ الأمور طلب أجيب إليه، بل غالب الشكايات منه ترد إليه ليفصل فيها بما شاء من شرع أو هوى لا معقب لحكمه فالويل كل الويل لمن شكا.

<<  <  ج: ص:  >  >>