للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأسباب الصديق المرحوم الشيخ محمد جعفر لبنى (٣٧٣) وكان يشغل منصب رئيس قضايا المطوفين فسألته عن هذا التاريخ فقال لي: إن أقدم تقرير في الطوافة في مكة هو تقرير بيت صحرة، وهم من مطوفي إيران وإن هذا التقرير يعود إلى ستمائة عام، وقد حاولت الاطلاع على هذا التقرير فلم أتمكن فإذا صحَّ ما ذكره لي المرحوم الشيخ محمد لبنى وهو خبير في هذا الشأن فإن هذا التقرير يكون قد سبق التاريخ الذي ذكره الأستاذ السباعي بمائة وثلاثين عاما - والله أعلم -.

على أي حال لقد مرت أعوام كان الناس في مكة والكثيرون منهم يعتمدون في حياتهم على الحجاج وكان المطوفون في مكة، ووكلاؤهم في جدة يشكلون الطبقة الثرية في البلاد التي تقتنى القصور، وتعيش حياة البذخ والترف، وكانوا يكتفون بعملهم في الطوافة فلا يعملون إلى جانبها عملا آخر لما تدرُّه عليهم من الأموال الكثيرة، كانوا يستقبلون الحجاج من جمادى الأولى، وكانت أول باخرة تفد بالحجاج من جاوة تنقل الفوج الأخير من حجاج السنة الفائتة فكان الحجاج يقضون في البلاد الشهور الطويلة، وكان الحجاج أثرياء، كانت الروبية الجاوية غالية الثمن فكان الجنيه الإِنجليزي الذهب بخمس روبيات جاوية وسبع روبيات هندية، وكان الحجاج يحضرون معهم الماس والذهب وكانوا ينفقون الأموال الكثيرة في الحجاز.

ثم دارت الأيام الأيام دورتها فتبدل الحال غير الحال، فحلَّت


(٣٧٣) انظر. ترجمته في: أعلام الحجاز (ج ١) الطبعة الثانية: ص ١٦٥ - ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>