للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أربعة أعوام، وفي عودته إلى الهند اتصلت أسبابه بالسيد أحمد الكنكوهي طيلة عامي ٢١، ٢٢، ولازمه ملازمة الظل وأفاد من هذه الصحبة رياضة النفس على الأخلاق الفاضلة.

كان السيد أحمد على علم باللغات فقد كان يتكلم اللغتين الفارسية والأردية إلى جانب إتقانه للغة العربية مع إلمام بمبادئ اللغتين التركية والانجليزية.

وكان يتقن الخط والكتابة، وكتابته بقلم النسخ آية في الجمال، وأجمل منها كتابته بقلم التعليق الفارسي (١).

[أسرته]

وينتمي السيد أحمد إلى أسرة اشتغلت بالعلم والتعليم فوالده عمل رئيسًا للمدِّرسين في مدرسة صفي بور بالهند، ثم تنقَّل في البلاد والأعمال حتى ألقى عصا التسيار ببلده - بانكرمو - فعين مدرسًا بإحدى مدارسها واقترن بابنة عمه وهو مقيم بها، وبها ولد أبناؤه صديق، وأحمد الفيض آبادي، وشقيقه حسين، ومن هذه البلدة هاجر إلى المدينة المنورة (٢).

وشقيقه السيد حسين أحمد، الذي وصل إلى المدينة برفقة والده كان مشتغلًا في بدء حياته بالعلم والتعليم.

كانت له حلقة بالمسجد النبوي الشريف وتتلمذ على يديه الكثيرون من علماء المدينة المنورة وشعرائها منهم. على سبيل المثال، الشيخ عبد الحفيظ كردي عضو المحكمة الكبرى بالمدينة المنورة وأحد شعرائها، وأحمد البساطي نائب القاضي، ثم أحد مدرسي القسم العالي بمدرسة العلوم الشرعية، ومنهم بشير الابراهيمي الزعيم الجزائري الذي وصل إلى المدينة مهاجرًا من بلده، بعد أن احتلته فرنسا وأصرتْ على اعتبار الجزائر اقليمًا فرنسيًا.

وحسين أحمد هو الذي نصح الابراهيمي الزعيم الجزائري وزميله عبد الحميد باديس بالعودة إلى بلدهما قائلا لهما ما معناه.

أن بقاءكما بالمدينة لن يفيد الجزائر بشيء، ولكن عودوا إلى بلادكم وابدأوا بتعليم القرآن الكريم في كل مكان يتيسر لكما ذلك، أن الفرنسيين لن يستطيعوا الأمر بمنع تعليم أطفال الجزائر القرآن الكريم.

وهذا القرآن هو الذي يفتح الباب للعمل لاستقلال الجزائر، وعاد الابراهيمي وعاد معه عبد الحميد باديس، وبدأ العمل لاستقلال الجزائر من كتاتيب تعليم الأطفال سور القرآن الكريم، وقد كتب الله لحسين أحمد العودة إلى الهند ليشارك في العمل على اخراج الانجليز من الهند فكان واحدًا من أبرز الرجال الذين عملوا لاستقلال الهند، ونعود بعد هذا الاستطراد لنتحدث عن حسين أحمد بالمدينة.


(١) ١ - ٥٩ - ٦٢ أحمد الفيض أبادي.
(٢) ١ - ٢٧ السيد أحمد الفيض أبادي لعبد القدوس الأنصاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>