للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[منارة باب العمرة]

عمَّرها أبو جعفر المنصور ثالث ملوك بني العباس، وعمَّرها بعده وزير صاحب الوصل الجواد بن علي بن أبي منصور الأصفهاني في سنة إحدى وخمسين وخسمائة.

وكان رئيس المؤذنين يؤذن عليها في زمن الفاكهي يتبعه سائر المؤذنين، ثم صار في زمن الفاسي رئيس المؤذنين يؤذن في منارة باب السلام، ويتبعه سائر المؤذنين، وهو الآن - في زمن صاحب الأعلام - يؤذن في الأوقات الخمس على قبة زمزم، ويتبعه المؤذنون، إلا ليالي رمضان في التسحير واحدًا بعد واحد، وكذلك في (١) والتوديع والتذكير ونحو ذلك.

قال في التحصيل، قلت وهو كذلك في زماننا، يؤذن الريس على قبة زمزم ثم يتبعونه.

أقول: كانت عمارة أبو جعفر المنصور للمسجد الحرام في سنة مائة وثلاثين للهجرة، وتمت هذه العمارة سنة مائة وأربعين (٢)، ولابد أن تكون عمارة منارة باب العمرة قد تمت من ضمن عمارة المنصور في هذه الأعوام.

أما الفاكهي فهو محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهي أبو عبد الله المكي من أقدم مؤرخي مكة المكرمة، وقد ولد ما بين عامي ٢١٥ - ٢٢٠ للهجرة، وتوفي ما بين عامي ٢٧٢ - ٢٧٩ على اختلاف بين المؤرخين يا عامي ولادته ووفاته (٣).

أما الفاسي فهو الإمام أبو الطيب التقي الفاسي محمد بن أحمد الحسيني المكي مؤرخ مكة المكرمة، ولد سنة ٧٧٥ وتوفي سنة ٨٣٢، فهو ممن عاصروا الربع الأخير من القرن الثامن والثلث الأول من القرن التاسع الهجري - وهو مؤلف العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام.

أما صاحب الأعلام الذي نقل عنه الغازي فهو الإمام قطب الدين الحنفي صاحب كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام وهو من رجال القرن العاشر.

وصاحب تحصيل المرام هو الشيخ محمد بن أحمد الصباغ المكي وهو ممن عاصروا القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين.

ويقول الشيخ الغازي: بقيت هذه المنارة - منارة باب العمرة - منذ أن عمرها أبو جعفر المنصور في سنة مائة وأربعين للهجرة إلى أن جَدَّد عمارتها الجواد الأصفهاني وزير صاحب الوصل عام ٥٥١ للهجرة، ثم هدمت وأعيد بناؤها بأمر السلطان العثماني سليمان خان سنة ٩٣١، وبنيت على الطراز المعماري الرومي، وكانت قبل ذلك مبنية على طراز العمارة المصرية حيث كان على رأسها ثلاثة قناديل في ثلاثة أعواد مغروزة في قبة صغيرة على رأس المأذنة ثم


(١) الكلمة غير واضحة في الأصل.
(٢) أعلام الحجاز ج ٢ ص ٢٥.
(٣) انظر ترجمته في أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه ج ١ ص ٩ - ٣٢ للأستاذ/ عبد الملك بن عبد الله دهيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>