للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجهاده في صد البرتغاليين عن مدينة جدة مدخل مكة المكرمة ودهليز الحرمين الشريفين (١).

أقول لقد أدركت سو رجدة الذى كان يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم والذى أزيل في سنة ١٣٦٤ تقريبا كما أدركت القلعة البحرية التي ورد ذكرها وكانت قد تحولت إلى سجن جدة (٢) ولم يبق من آثارها سوى ملامح البناء القديم.

[الشريف والوالي]

انتقل الحكم في الحجاز من سلاطين مصر إلى دولة الخلافة بالقسطنطينية وكان لما أبداه الشريف أبو نمي أمير مكة من استبسال في صد الغزاة النصارى عن مدينة جدة أثره الطيب لدى السلطان فأصبح الحكم في الحجاز مشتركا بين شريف مكة والوالي التركي الذى تعينه السلطنة بمرسوم من الخليفة، وكان لابد لهذه الازدواجية في الحكم أن تظهر آثارها منافسة بين الشريف والوالي وكان لكل منهما أنصاره ورجاله وكان الشريف يقيم بمكة ويعين وكيلا له بجدة والوالي يقيم بجدة وكان لكل من الشريف والوالي أنصاره الذين يلجأ إليهم في دار الخلافة وهكذا يقع الشد والجذب وتعانى المدينة من جراء التنافس بين الحزبين هزات تهدد أمنها واقتصادها وقد أورد المؤلف بعض الأمثلة على ذلك.

كان أمير مكة في سنة ١١٨٢ هـ الشريف مساعد وطمع شريف آخر هو الشريف أحمد بن الشريف عبد الكريم في الأمارة ولم يجد وسيلة لذلك إلا إظهار الشريف مساعد بمظهر الرجل العاجز عن السيطرة على الأعراب والبدو الذين يتبعون أمير مكة عادة فهاجم الشريف أحمد مدينة جدة بواسطة البدو لنهب أموال تجارها ودافعت جدة عن نفسها متحصنة بسورها واصلت المهاجمين نارا حامية ولكن المهاجمين أطلقوا على المدينة قنابل المدافع وسهام الكبريت الموقد في رؤوسها كالرياش فاحترقت عشش جدة.


(١) ٨٨ - ٩١ موسوعة تاريخ مدينة جدة.
(٢) يراجع تفصيل كل ما يتعلق بسور مدينة جدة في كتابنا ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز صفحة ٥٩/ ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>