للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى المؤلف أن الوالي التركي كان ضالعا في هذه المؤامرة وإلا ما تمكن المهاجمون من أحداث الحريق في جدة (١).

ولكن المؤلف لم يعط مصدرا تاريخيا لهذا الاستنتاج والذى أراه أن الطمع في إمارة مكة هو الذى أحدث الحريق وليس من المعقول أن يساعد الوالي الشريف الذى يمهد لعهده بالإخلال بالأمن وحصار مدينة تجارية كبيرة كمدينة جدة والله أعلم.

والواقع أن الفتن بين ولاة مكة من الأشراف كانت أظهر من الخلافات بين الوالي التركي والشريف المكي وأخطر وقد أورد المؤلف بعد ذلك حادثة توضح هذا الرأى نوجزها فيما يلى:

في سنة ١١٨٥ هـ كان شريف مكة أحمد بن سعيد وكان وكيل الأمارة في جدة التاجر الشهير يوسف قابل أحد أعيان جدة ودهاتها كما يصفه المؤلف غضب شريف مكة على وكيله هذا فعهد بوكالته في جدة إلى حسين بن إبراهيم الشامي وكان حاضرا في مجلس الشريف بمكة وأمره أن يتوجه إلى جده ليقبض على يوسف قابل ويضعه في الأغلال ويتولى وكالة إمارة مكة بدلا منه. يقول المؤلف ولحسن حظ يوسف قابل وسوء حظ شريف مكة أن صديقا للتاجر يوسف قابل كان حاضرا بالمجلس وسمع في شأن صديقه ما سمع هذا الصديق هو الشريف سرور بن مساعد فأسرع بالسفر إلى جدة وأخبر صديقه يوسف قابل بما يراد به، وكان سرور ابن مساعد يطمع في إمارة مكة كما أن يوسف يريد دفع الأذى عن نفسه فاتفقا أن يمد يوسف قابل الشريف سرور بالمال الوفي ليستولى على إمارة مكة ويعزل الشريف أحمد بن سعيد، وهكذا تمكن الشريف سرور بمساعدة يوسف قابل من عزل شريف مكة والاستيلاء على إمارتها لإبقاء يوسف قابل وكيلا للإمارة بجدة. (٢)


(١) ٩٢/ ٩٣ موسوعة مدينة جدة.
(٢) ٩٣/ ٩٤ موسوعة تاريخ مدينة جدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>