للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنى مرة أنه يعرف طالبين من أنجب الطلاب في مكة المكرمة وكان يترقب لهما مستقبلا زاهرا إذا أتما دراستهما وكان يرغب أن ينقلهما إلى مدارس الثغر توطئة لابتعاثهما إلى الخارج ولكن والد الطالبين كان يعارض حتى في مجرد انتقالهما إلى جدة فضلا عن السفر إلى أمريكا وأوربا فما زال به حتى أقنعه وانتقل الطالبان فعلا إلى مدارس الثغر بجدة ولقد صحت نبوءة الأستاذ فدا رحمه الله حينما عاد أحد الطالبين مهندسا عظيما من الولايات المتحدة ولم يمض طويل وقت حتى أسند إليه منصب رئيسى في مجال عمله، بل أستطيع أن أقول أن معظم من عرفت من طلاب الثغر هم من أصحاب المكانة المرموقة فمنهم من أكمل الدراسة الجامعية إلى أقصى مراحلها وأصبحوا من الأساتذة المعروفين في الجامعات ومنهم من برز في ميدان الهندسة أو في الأعمال التجارية، والجميع يذكرون أستاذهم محمد فدا بالإِكبار والحب ولعلى لا أفشى سرا حينما أقول أن أبنائى وقد قرأوا ما أكتبه عن أعلام القرن الرابع عشر سألونى لماذا لا أكتب عن أستاذنا محمد فدا؟ ولقد أكبرت فيهم هذا الوفاء لأستاذهم العظيم ولم أكن له ناسيا فهو علم من أعلام هذه البلاد في مجاله يرحمه الله.

عُضْو جَامِعَة الملك عَبْد العَزيز

وفى رحاب مدرسة الثغر ولدت فكرة جامعة الملك عبد العزيز أو على الأصح ولدت الترتيبات الخاصة بها وكان المرحوم محمد فدا في رحلة في الخارج حينما ظهرت الفكرة ودعى الناس للاجتماع لانتخاب الهيئة التأسيسية للجامعة وكان المطلوب من الراغبين في عضوية هذه الهيئة ترشيح أنفسهم لها ولما كان الأستاذ محمد فدا

<<  <  ج: ص:  >  >>