غائبا عن البلاد فقد ارتأت الهيئة التي تشرف على فكرة الجامعة أن يكون الأستاذ فدا من ضمن المرشحين لهذه العضوية فأعلن المرحوم السيد أحمد شطا اسمه كأحد المرشحين الذين لم يستطيعوا ترشيح أنفسهم لغيابهم وقد نال في هذا الانتخاب الكثير من الأصوات لما يتمتع به من سمعة طيبة ومقام ملحوظ، ولقد اختارت الهيئة التأسيسية للجامعة مدرسة الثغر مقرا لاجتماعاتها الأسبوعية والتى كانت حافلة بالجهود الكبيرة للتأسيس ولم تنقل منها إلا بعد أن تسلمت مبانى الجامعة التي قدمها لها المرحوم الشيخ عبد الله السلمان وتم إصلاح المبنى الأول فيها وهكذا ساهمت مدارس الثغر في احتضان فكرة الجامعة التي هي مفخرة من مفاخر مدينة جدة ومعلم من أكبر معالم النهضة في البلاد كما أن الحفل الذى نظم لجمع التبركات للجامعة أقيم كذلك في مسرح مدرسة الثغر بجده وحضره جلالة المغفور له الملك فيصل وتدفقت التبرعات السخية للجامعة في ذلك الحفل الكبير.
هذا وقد تفضل الأخ الأستاذ محمد سعيد طيب بزيارتى قبيل طبع هذا الكتاب وقدم لى قصاصات كان يحتفظ بها مما نشرته الصحف بعد وفاة المرحوم الصديق الأستاذ محمد فدا مدير مدارس الثغر النموذجية وتحدث إلى بمعلوماته عن الأستاذ فدا رحمه الله الذى كانت تربطه به زمالة الصداقة والعمل منذ فجر شبابه الباكر ولقد كنت حريصا دائما على إضافة معلومات الإِخوان الكرام إلى ما أكتبه في تراجم أعلام الحجاز وكنت ألجأ إلى أهليهم وأصدقائهم مستمدا ما لديهم من هذه المعلومات التي قد يكون بعضها بعيدا عنى، وحسنا فعل الأستاذ محمد سعيد طيب لأنه أتاح لى الاطلاع على أشياء جديدة كان من الواجب أن تضاف إلى ما كتبته عنه.